جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

فی التعریف بمواضع التحریف

زمان مطالعه: 2 دقیقه

نبین -بعون الله- فی هذا الباب من تناقض إنجیل النصاری و تعارضه، و تکاذبه و تهافته. و مصادمة بعضه بعضا؛ ما یشهد معه من وقف علیه: أنه لیس هو الإنجیل الحق المنزل من عند الله، و أن أکثره من أقوال الرواة و أقاصیصهم، و أن نقلته أفسدوه و مزجوه بحکایاتهم. و ألحقوا به أمورا غیر مسموعة من المسیح و لا أصحابه. مثل ما حکوه من صورة الصلب والقتل واسوداد الشمس و تغیر لون القمر وانشقاق الهیکل. و هذه أمور إنما جرت فی زعم النصاری بعد المسیح، فکیف تجعل من الإنجیل، و لم تسمع من المسیح؟ والإنجیل الحق إنما هو الذی نطق به المسیح، و إذا کان ذلک کذلک؛ فقد انخرمت الثقة بهذا الإنجیل، و عدمت الطمأنینة بنقلته.

و قد قدمنا أنه لیس إنجیلا واحدا، بل الذی فی أیدی النصاری الیوم أربعة أناجیل. جمع کل إنجیل منها فی قطر من أقطار الأرض، بقلم غیر قلم الآخر، و تضمن کل کتاب من الأقاصیص والحکایات ما غفله الکتاب الآخرون مع تسمیة الجمیع إنجیلا. و قد ذکر العلماء أن اثنین من هؤلاء العلماء الأربعة و هما مرقس و لوقا لم یکونا من الاثنی عشر الحواریین أصحاب المسیح، و إنما أخذا عمن أخذ عن المسیح و إذا کان الأمر کذلک، فهذان الإنجیلان لیسا من عند الله. إذ لم یسمعا من لفظ المسیح. والحجة إنما تقوم بکلام الله و کلام رسوله و إجماع أصحاب رسوله.

و قد صرح لوقا فی صدر إنجیله بذلک فقال: «إن ناسا راموا ترتیب الأمور التی نحن بها عارفون، کما عهد إلینا أولئک الصفوة الذین کانوا خداما للکلمة، فرأیت أنا إذا کنت تابعا أن أکتب لک أیها الأخ العزیز ثاوفیلس. لتعرف به حقائق الأمر الذی وعظت بها«.

فهذا لوقا قد اعترف أنه لم یلق المسیح و لا خدمه، و أن کتابه الذی ألفه إنما هو تأویلات جمعها مما وعظه به خدام الکلمة.

واعلم: أن هؤلاء الأربعة تولوا النقل عن رجل واحد. فلابد أن یکون الاختلاف. إما من قبل المنقول عنه، أو من قبل الناقل. و إذا کان المنقول عنه معصوما؛ تعین الخطأ فی الناقل.