جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

البشری السابعة والأربعون

زمان مطالعه: < 1 دقیقه

قال‌ إشعیاء مخاطبا للنبی محمد صلی الله علیه و آله و سلم: «هکذا یقول الرب قدوس إسرائیل: ستقوم لک الملوک إذا رأوک، و تسجد لک السلاطین؛ لأن وعد الله حق. و أنا الذی انتخبتک واخترتک و فی شدائدک أعنتک. لنفسی اجتبیتک، جعلتک میثاقا للشعوب و نورا للأمم؛ لترث الأرض و تطلق الأسری المسجونین و تؤمنهم، و تجعل الجبال طرقا مذللة، و توافیک الأقوام من بلاد شاسعة، فسبحی أیتها السماء واهتزی أیتها الأرض فرحا وابتهجی أیتها الجبال بالحمد؛ فقد تلاقی الرب شعبه، و رحم المساکین من خلقه«‌(1).

اعلم: أن هذه النبوة لا تلیق بغیر رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم فهو مختار الله و مجتباه و منتخبه من خلقه، الذی أعانه علی شدائده، و هو رجل واحد بغیر أعوان، و لا معتضد بأنصار. حتی قهر الملوک فدانوا بدینه، والتزموا شرعه و تقیدوا بأحکامه و أخذوا بسنته طوعا و کرها واختیارا و جبرا، و ورث الأرض و فتحها هو و أمته شرقا و غربا و جنوبا و شمالا، و قید الملوک والطغاة، و فک الأسری والمسجونین، وأمن الجبال الوعرة و دکها؛‌ فصارت شرائع و طرقا مسلوکة. و قد کانت العرب قبل مبعثه صلی الله علیه و آله و سلم محبوسة بأرضها لا یتجاوزونها من خوف فارس و کسری و قیصر و غیرهما من الملوک، و أطلقها الله برسوله من سجنها، و أورثهم أرض فارس و قیصر و غیرهما و ملکهم أموالهم فاستخرجوا ذخائرهم و حازوا معاقلهم و تملکوا عقائلهم.

فإن قیل: ما معنی قول إشعیاء فی أول هذه البشارات: «یا قدوس إسرائیل«.

قلنا: هو إنما یخاطب فی أیامه بنی إسرائیل، و بنو إسرائیل إذا دعوا الله قالوا: «یا قدوس إسرائیل» افعل بنا کذا و کذا. فاحتاج أن یخاطبهم بما یفهمون.


1) إشعیاء 49: 7 + و هو تکملة البشارة رقم 21.