نبین فیه فساد أمانتهم التی یلقبونها بشریعة الإیمان و هی التی لا یتم لهم عید و لا قربان إلا بها، و کیف أکذب بعضها بعضا، و ناقضه و عارضه، و أنه لا أصل لها فی شرع الإنجیل.
قال المؤلف -عفا الله عنه-:
ذکر المؤرخون و أرباب النقل: أن الباعث لأوائل النصاری علی ترتیب هذه الأمانة الملقبة أیضا بالتسبیحة والشریعة، و لعن من یخالفها منهم و حرمة: هو أن آریوس أحد أوائلهم کان یعتقد هو و طائفته توحید الباری و لا یشرک معه غیره، و لا یری فی المسیح ما یراه النصاری، بل یعتقد نبوته و رسالته، و أنه مخلوق بجسمه و روحه. ففشت مقالته فی النصرانیة؛ فتکاتبوا واجتمعوا بمدینة «نیقیة» عند الملک قسطنطین. و تناظروا فشرح آریوس مقالته فرد علیه إلیکصندروس بطریک الإسکندریة و شنع مقالته عند الملک «قسطنطین» ثم جلس إلیکصندروس و جماعة من حضر فتناظروا. و طال تنازعهم. فتعجب الملک من انتشار مقالاتهم، و کثرة اختلافاتهم و أقام لهم النزل و أمرهم أن یبحثوا عن القول المرضی، فاتفق رأی إلیکصندروس و جماعة علی نظم هذه الأمانة، بعد أن أفسدوها دفعات، و أزادوا و أنقصوا. و هی هذه: نؤمن بالله الواحد. الأب ضابط الکل، مالک کل شیء، صانع ما یری و مالا یری. و بالرب الواحد أیشوع المسیح ابن الله الواحد بکر الخلائق کلها، الذی ولد من أبیه قبل العوالم کلها، و لیس بمصنوع. إله حق من إله حق من جوهر أبیه. الذی بیده أتقنت العوالم، و خلق کل شیء. الذی من أجلنا معشر الناس و من أجل خلاصنا؛ نزل من السماء، و تجسد من روح القدس، و صار إنسانا، و حبل به وولد من مریم البتول، واتجع و صلب أیام فیلاطیس النبطی، و دفن و قام فی الیوم الثالث -کما هو مکتوب- و صعد إلی السماء
و جلس عن یمین أبیه، و هو مستعد للمجیء تارة أخری للقضاء بین الأموات والأحیاء.
و نؤمن بروح القدس الواحد روح الحق الذی یخرج من أبیه، روح محبته. و بمعمودیة واحدة لغفران الخطایا، و بجماعة واحدة قدیسیة جاثلیقیة و بقیامة أبداننا، و بالحیاة الدائمة إلی أبد الآبدین«.
قال المؤلف عفا الله عنه: هذه الأمانة التی أجمع علیها الیوم سائر فرق النصاری من الیعاقبة والملکیة والنسطوریة. و هی التی یزعمون أنهم لا یتم لهم عید و لا قربان إلا بها، و هی مع کونها لا أصل لها فی شرع الإنجیل، و لا مأخوذة من قول المسیح، و لا أقوال تلامیذه، مضطربة متناقضة متهافتة. یکذب بعضها بعضا و یعارضه و یناقضه. و بیان ذلک من وجوه:
أحدها: قولهم: «نؤمن بالله الواحد الأب ضابط الکل مالک کل شیء صانع ما یری و مالا یری» فهذا أول الأمانة. قد أثبتوا فیه الانفراد لله بالألوهیة والربوبیة والوحدانیة، و أنه المستبد بالخلق والاختراع، و أنه مالک کل شیء و ضابطه و خالقه. فدخل فی هذه المخلوقات؛ المسیح و روح القدس و غیر ذلک. و ذلک أنهما إن کانا مرثیین کالأجسام والأعراض؛ فالأب الواحد خالقهما، و إن کانا غیر مرثیین کالأرواح والعقول؛ فالأب خالقهما و صانعهما. و هذا کلام حسن لو ثبتوا علیه، و لم یشوشوه بالتشریک. غیر أنهم نقضوا ذلک علی الفور فقالوا: «نؤمن أیضا أن مع هذا الإله الواحد المستبد بخلق ما یری و مالا یری ربا آخر واحدا أتقن العوالم بیده و خلق کل شیء» و فی أول الأمانة بأن الله هو خالق کل شیء. ثم لم یلبثوا أن قالوا: کلا ولکن المسیح ابن مریم هو خالق کل شیء و متقنه. و هذا غایة التناقض. و فیه عبادة رجل من بنی آدم مع الله سبحانه؛ لأن أیشوع المسیح اسم للإنسان المنفصل عن مریم. و ذلک مناقض لاعتقاد الماضین من أسلافهم و أکابر دینهم و مدونی إنجیلهم -کما قدمناه فی مواضعه- و مناقض لما اشتملت علیه التوراة والمزامیر و سائر النبوات من توحید الله و إفراده بالربوبیة والألوهیة.
الوجه الثانی: قول الأمانة: «إن یسوع المسیح ابن الله بکر الخلائق الذی ولد
من أبیه» و ذلک مشعر بحدوث المسیح: إذ لا معنی لکونه ابنه إلا تأخره عنه و تقدم والده علیه فی الوجود. إذ الولد والوالد لا یکونان معا فی الوجود، إذ کونهما معا مستحیل ببدائة العقول.
و کذلک قوله: إن یسوع بکر الخلائق کلها. مع ما فی لفظة من الزیادة، و لا یفهم منه إلا أن المسیح خلقه الله قبل خلق کل الخلائق؛ لأن بالکورة الشیء أوله. و ذلک مناقض لقولهم فی الأمانة: و لیس المسیح بمصنوع بل هو إله حق. فبینا هو فی الأمانة مولود مصنوع، إذ نعتوه بکونه غیر مصنوع. فصار حاصل هذا الکلام: أن المسیح مخلوق غیر مخلوق. و کفی بذلک تجاهلا و خذلانا؛ لأن الأب لا یخلو أن یکون ولد ولدا لم یزل، أو ولد ولدا لم یکن.
فإن قالوا: ولد ابنا لم یزل.
قلنا لهم: فما ولد شیئا إذ کان الابن لم یزل، و إن ولد ابنا لم یکن؛ فالولد حادث مخلوق. و ذلک مکذوب لقول الأمانة: إنه إله حق من إله حق من جوهر أبیه، و إنه أتقن العوالم بیده و خلق کل شیء.
الوجه الثالث: قول الأمانة فی المسیح: إله حق من إله حق من جوهر أبیه. ینقضه قول المسیح فی الإنجیل و قد سئل عن یوم القیامة فقال: «لا أعرف ذلک و لا یعرفه إلا الأب وحده» (1) فلو کان من جوهر الأب لعلم ما یعلمه الأب، لکنه إنسان حق من إنسان حق من جوهر أبیه داود (2)، إذ سئل داود و غیره من الأنبیاء عن القیامة و أشیاء کثیرة فقالوا کقول المسیح هذا: لا نعلم ذلک و لا یعلمه إلا الله وحده.
و لو قال قائل: إن جوهر الماء من جوهر النار؛ لکان أحمق. فکذلک من یقول: إن جسم إنسان و هو مرکب من لحم و دم و شعر و ظفر و أقذار و أسنان من جوهر الإله الذی یستحیل علیه هذه الأمور. ثم لو جاز أن یکون إله یأتی من إله
أول؛ لجاز أن یکون ثالث من ثانی، و رابع من ثالث، و لما وقف الأمر علی غایة. و إذ أبطل ذلک من أصله؛ وجب الرجوع إلی قول المسیح: «إن أول الوصایا الرب واحد» (3) و قوله فی إنجیل یوحنا: «الله الإله الحق هو الذی أرسل یسوع المسیح» (4) و إلی قوله فی إنجیل مرقس و غیره: «لا صالح إلا الله وحده» (5) و إلی أول الأمانة: إن الله واحد مالک کل شیء صانع ما یری و ما لا یری.
الوجه الرابع: قول الأمانة: إن یسوع المسیح أتقن العوالم و خلق کل شیء. و ذلک مناقض للإنجیل و مکذب له إذ یقول متی: «هذا مولد أیشوع المسیح بن داود» (6)، و من أتقن العوالم و خلق کل شیء لا یکون متأخرا عن العوالم و تکون العوالم سابقة له. ثم من العالم أمه مریم فکیف یوصف بأنه خالق أمه قبل أن تلده؟ و من العالم الثیاب التی لف بها والمعلف الذی أکنه و هو طفل والطعام الذی نمی أعضاءه. و ذلک من الغلو الذی لا یخفی فساده عن لبیب.
أما کان فی شیوخ الأمانة من تصفح فساد هذا الکلام قبل تسطیره؟ ألم یسمعوا إلی قول الإنجیل: «إن إبلیس قال للمسیح: اسجد لی و أعطیک جمیع ما فی العالم و أملکک کل شیء» (7) و إبلیس بزعمهم من جملة من خلقه المسیح، فکیف بقی خالق العوالم محصورا فی ید بعض العالم یسحبه من مکان و یحول بینه و بین مراده، و یطمع فی تعبده له، و جعله من جملة أتباعه؟ أعوذ بالله من العمی والضلال، والغلوفی الرجال.
الوجه الخامس: قول الأمانة: إن المسیح الإله الحق الذی خلق کل شیء؛ نزل من السماء لخلاص الناس، و تجسد من روح القدس إنسانا و حبل به و ولد. فی هذا الکلام عدة مفاسد:
منها: أن المسیح اسم لا یخص الکلمة علی تجردها و لا الجسد علی تجرده، بل هو اسم یخص هذا الجسد المأخوذ من مریم والکلمة معا، و لم تکن الکلمة فی الأزل تسمی مسیحا؛ فبطل أن یکون هو الذی نزل من السماء. والدلیل علی ذلک: قولهم: و تجسد من روح القدس. لأنه لو کان الذی نزل هو المسیح؛ لم یکن لتجسده ثانیة معنی، و تجسد المتجسد محال.
و منها: قولهم إنه نزل من السماء. و هذا الموصوف بالنزول لا یخلو أن یکون الکلمة أو الناسوت. فإن زعموا: أن الذی نزل هو الناسوت؛ فذلک مکذب بنصوص الإنجیل إذ صرحت بأن الناسوت مکتسب من جسد مریم. و إن زعموا: أنه هو اللاهوت. قلنا لهم: أتعنون الأب أم صفته، و هی العلم؟ فإن زعموا أنه الأب نزل و تجسد؛ لزمهم لحوق النقائص بالباری من الأکل والشرب والقتل و حصر الشیطان و غیر ذلک. ثم ذلک لا یقول به أحد منهم. و إن زعموا: أن النازل المتجسد هو العلم. المعبر عنه بالکلمة. قلنا لهم: لو جاز علی ما وصفتموه من التجسد؛ لجاز أحد محذورین. و هو إما بقاء الباری و لا علم له، أو جعله عالما بعلم قائم بغیره. ثم النزول والصعود والحرکة والانتقال والتفریغ والاشتغال؛ کل ذلک مستحیل علی الباری و علی صفاته. و إذا کان ذلک کذلک؛ بطل أن یکون النازل من السماء هو المسیح؛ لأن المسیح اسم موضوع للمعنیین الکلمة والجسد -عندهم-.
و منها: قولهم: إنه إنما نزل و تجسد و حبل به لخلاص معشر الناس. و هم یریدون به أن آدم لما عصی؛ أوثق سائر ذریته فی حبالة الشیطان، و أوجب علیهم الخلود تحت طباق النیران. فکان خلاصهم بقتل المسیح و صلبه، والتنکیل به. و إنها دعوی لا دلالة علیها. و قد أبطلناها فیما تقدم. و هی أنا سلمناها لکم. فأخبرونا عن هذا الخلاص الذی یعنی الإله الرب الأزلی فعل بنفسه ما فعل من الدنایا التی جرت علیه فی زعمکم. ما هو؟ أو ممن خلصکم؟! و بم خلصکم؟ و کیف استقل بخلاصکم دون الأب والروح. والربوبیة بینه و بینهم أثلاث؟ و کیف صار مبتذلا ممتهنا فی خلاصکم دون الأب والروح؟ فهذه عدة أسئلة.
فإن زعموا: أن الخلاص قد حصل لهم من تکالیف الدنیا و هموهما و أمراضها و أعلا لها و هرمها و موتها؛ أکذبهم الحس؛ فإنا نراهم ولا مزیة لهم علی سائر البشر. و إن زعموا أنهم قد خلصوا من هموم السعی فی طلب الرزق والتکسب للعیال والتبذل فی تحصیل ضرورات العیش أکذبهم الحس أیضا. و إن زعموا: أنهم قد خلصوا من تکالیف الشرع، و أنهم قد حط عنهم المسیح بمجیئه الصوم والصلاة و سائر وظائف التکلیف، و أنهم غیر مؤاخذین بشیء منها؛ أکذبهم العارفون بما وظف علیهم من الصوم والصلاة والقرابین و غیر ذلک. و إن زعموا: أنهم خلصوا من أحکام الدار الآخرة، و أن من تعاطی فی الدنیا جریرة فزنی منهم و سرق و قتل و قذف؛ لا یؤاخذ یوم القیامة بشیء من ذلک، أکذبهم الإنجیل والنبوات. إذ یقول المسیح فی الإنجیل: «إنی أقیم الناس یوم القیامة عن یمینی و شمالی فأقول لأهل الیمین: فعلتم کذا و کذا فاذهبوا إلی النعیم المعد لکم قبل تأسیس الدنیا، و أقول لأهل الشمال: فعلتم کذا و کذا فاذهبوا إلی العذاب المعد لکم قبل تأسیس العالم» (8) و إذا کان هذا حالکم فی الدنای والآخرة، فأین الخلاص الذی تدعون أن الإله تعنی و نزل إلی الأرض و أکل و شرب و خامرته الهموم والغموم و ذاق الموت لیحصله لکم، و سمیتموه بسببه مخلص العالم؟ و إذا لم یحصل لکم الخلاص الذی تدعون فقد بطلت الأمانة.
فهذا بحثنا عن ماهیة الخلاص الذی جاء لأجله. فلم یتهیأ له؛ بل بقیتم مرکوسین منکوسین علی ما کنتم علیه قبل مجیئه. فأخبرونا ممن خلصکم؟ هل کان قد غلبه علیکم غالب؟ أو سلبکم من یدیه سالب؟ و هل کان معه مزاحم له علیکم أوقع بکم من المکروه ما اضطره إلی تجشمه هذه النقائص لخلاصکم؟
فإن قلتم: إنه کان له عدو مناصب، قد عاث فی مملکته حتی استولی علیها، و حاز أطرافها، و جرت فیها أحکامه شرقا و غربا و جنوبا و شمالا. فما نری هذا
العدو الذی تدعون إلا أعظم منه مملکة، و أعز جانبا، و أنفذ قدرة. و من کان هذا حاله؛ فهو لا شک أحق بالعباد والبلاد منه.
فما نری هذا الرب الذی تشیرون إلیه إلا معرا بنفسه فی مقاومة هذا العدو، مخاطرا بمهجته، مهورا فی رأیه، مدخولا عقله، خفیفا حکمه؛ إذ رام مکافحة من هو أثبت جنانا و أعز مکانا، و أکثر أعوانا.
فهذا بحثنا عمن کنتم فی یده. فأخبرونا بم خلصکم؟ فإن زعموا: أنه نزل إلی الأرض فربط الشیطان واستنقذکم من یده، و أهانه و نکل به غایة التنکیل، و عاقبة أشد العقوبة، و محی آثاره، و طمس معالمة، و أهان جنده و من یقول بقوله؛ فلعمری إن ذلک لقمن أن یعبد، و یفزع إلیه من النوازل و یصمد. و إن زعموا: أن الأمر علی العکس من ذلک، و إن المسیح الإله الرب الذی یعبدونه، نزل إلی الأرض یروم خلاصکم، فاستعمل التقیة، و أعمل الرویة، و سکن إهاب امرأة، یلقب الأمر بطنا و ظهرا و یقدم تارة و یحجم أخری. ثم استعار منها صورة إنسان، و أخفی نفسه بغایة الإمکان، و کان یفر من «الناصرة» إلی «الجلیل» و یتحول من خلیل إلی خلیل. والشیطان یطلبه و یرقبه، والمسیح یتباعد عنه و لا یقربه. و لما رآه الشیطان قد أعمل مطایا الحذار، واختار طول الاستتار بالحذار، و کل به شرذمة من أتباعه؛ فآذوه ضربا، ثم قتلوه صلبا.
لقد کذبوا و کذبت الأمانة التی لهم فی دعوی الخلاص.
فهذا بحثنا عن سبب خلاصکم الذی عولتم علیه. فأخبرونا: ألیس الأقانیم المعبودة الثلاثة قدیمة أزلیة، و هی أب وابن و روح قدس. فما الذی أوجب اختصاص الابن بالنزول و محاربة الشیطان، دون الأب والروح، مع استوائهم فی الربوبیة؟ أکان أحنی علی العباد منهما و أرحم؟! أم جریمة الشیطان إلیه أکبر و أقحم؟ و ما الذی أصاره أولی بالتبدل والتبدیل من الأب والروح و نسبتهم فی الربوبیة واحدة؟
الوجه السادس: قول الأمانة: و تجسد من روح القدس. و ذلک باطل بنص الإنجیل، إذ یقول متی فی الفصل الثانی من إنجیله: «إن یوحنا المعمدانی حین عمد
المسیح جاءت روح القدس إلیه من السماء فی شبه حمامة» و ذلک بعد ثلاثین سنة من عمر المسیح. و إذا کان ذلک کذلک؛ بطل أن یکون متجسدا من روح القدس و کذبت الأمانة، و إذا کان لابد من تصدیق المخبر فإخبار نبی الله یحیی بن زکریا أولی بالتصدیق من إخبار من جاء بعد المسیح بمدة متطاولة. و نظم هذه الأمانه المتناقضة. ثم التجسد من شیء إنما یصح لو کان من جنسه کالماء مع الماء و کالنار مع النار، و لا تجانس بین الإله والإنسان، و بین القدیم والحادث. و کل ذلک یرد الأمانة و یبین زلل من عقدها.
الوجه السابع: دعوی النصاری بأجمعهم أن المسیح ابن الله.
إن کان کما یقول: فقد کذبت الأمانة فی قولها: إن المسیح تجسد من روح القدس. و إن کانت الأمانة صحیحة. فالمسیح ابن روح القدس، و لیس هو ابن الله، فقد تناقضت الأمانة واعتقادهم. إذ فی صحة أحدهما بطلان الآخر.
الوجه الثامن: قول الأمانة: إن المسیح نزل من السماء، و حبلت به امرأة، و سکن رحمها. مکذب بقول لوقا الإنجیلی إذ یقول فی قصص الحواریین فی الفصل السابع عشر منه: «إن الله هو خالق العالم بما فیه، و هو رب السماء والأرض، لا یسکن الهیاکل، و لا تناله أیدی الرجال، و لا یحتاج إلی شیء من الأشیاء؛ لأنه هو الذی أعطی الناس الحیاة. فوجودنا به، و حیاتنا و حرکاتنا منه«. فقد شهد لوقا بأن الباری و صفاته لا یسکن الهیاکل، و لا تدنه أیدی الرجال، و ذلک مکذب للأمانة فی دعواها سکون الکلمة فی هیکل مریم، و تحولها إلی هیکل المسیح، و مفسد علیهم دعوی قتل المسیح و صلبه، إذ یقول لوقا: «إن الباری لا تناله أیدی الرجال«.
و شهد أیضا بأن المسیح مخلوق؛ لأنه من جملة العالم الذی خلقه الله. و ذلک تکذیب لدعوی النصاری، و مشوش نظام الأمانة. إذ یقول: إن المسیح هو إله خالق غیر مخلوق و قد شهد فولس بأن المسیح عبد الله، و أن الله إلهه و ربه، فقال فی صدر رسالته الخامسة: «إنی قد سمعت بإیمانکم، لست أفتر من الدعاء لکم فی صلاتی أن یکون إله سیدی أیشوع المسیح الأب المجید یعطیکم
روح الحکمة والبیان، و ینیر عیون قلوبکم» (9).
فهذا فولس المؤتمن عندهم یشهد بأن الله هو إله المسیح. و ذلک مما یبطل الأمانة التی لفقوها، والوثوق بهذا القول من فولس أولی من قول غیره، ممن جاء بعد المسیح، و هذا القول من فولس موافق لقول المسیح حیث یقول: «إنی ذاهب إلی إلهی و إلهکم» (10).
الوجه التاسع: تسمیة أیشوع بالمسیح. یستدعی ماسحا مسحه، و فاعلا فعله، و إذا کان مسیحا بمعنی ممسوح، و قد ثبت بقول الأمانة إنه مصنوع. فإذا قالت: إنه لیس بمصنوع، صار تقدیر الکلام: أن المسیح مصنوع، لیس بمصنوع و مخلوق لیس بمخلوق.
و لم تزل بنی إسرائیل من زمن موسی یتخذون دهنا مجموعا من عدة أنواع من الطیب فی قرن معلق فی الهیکل، تمسح به الکهنة من أرادوا تملیکه، و ربما فار القرن عند دخول من یقع الاختیار علی تملکیه، فیکون علامة علی تملیکه.
و قد تنبأ داود علی المسیح (11) فقال: «من أجل هذا مسحک ربک بدهن
السرور أکثر مما مسح نظراءک» فشهد داود بأنه ممسوح، و أن الله ماسحه، و أنه مربوب، و أن الله ربه، و أن له نظراء قد مسحوا قبله. و ذلک مناقض لقول الأمانة: إن المسیح خالق غیر مخلوق. و قال داود أیضا نبوءة علی المسیح فی المزمور الخامس والأربعین: «یا من فاق الناس جمالا لقد أفرغت الرحمة علی شفاهک«. فبین إنه إنسان، و أنه جمیل الصورة، و أن الله أفرغ الرحمة علی فیه. فلو کان المسیح هو الله أو صفة من صفاته؛ لاتحد الماسح والممسوح والقائل والمقول له.، ذلک مما یفسد الأمانة، و یزحزح أرکانها.
الوجه العاشر: قول الأمانة: إن یسوع أن قتل و صلب؛ قام من الأموات، و صعد إلی السماء، و جلس عن یمین أبیه. و ذلک من الکذب الفاحش، والاعتقاد الفاسد. أما کونه من الکذب الفاحش: فإنه لیس أحد من القائلین هذا الکلام؛ صعد إلی السماء و رأی ذلک عیانا و عاد إلی الأرض فأخبر به. و أما کونه من الاعتقاد الفاسد: فإنه متی جلس شیء عن یمین شیء أو عن جهة من جهاته ذل علی حدث الشیئین. ثم لا خلاف عندهم: أن جسد یسوع حادث و إذا قالوا: إن هذا الجسد الحادث قد جلس عن یمین الله؛ فقد اعتقدوا أن الباری تعالی جسم من الأجسام، و ساوروا فی ذلک الحشویة من الیهود القائلین بأن الله تعالی فی صورة شیخ أبیض الرأس واللحیة، و أنه ینزل إلی الأرض، و یتردد فیها.
و قد جمعوا فی هذا الموضع بین أمرین متناقضین، و هو أنهم قالوا فی أول الأمانة: إن المسیح إله حق خالق کل شیء فإذا قالوا ههنا: إنه قتل و صلب و دفن بین الأموات، فقد اعترفوا فأن المخلوق قتل خالقه، والمصنوع صلب صانعه.
الوجه الحادی عشر: قول الأمانة: إن یسوع هذا الرب الذی صلب و قتل مستعد للمجیء تارة أخری؛ لفصل القضاء بین الأحیاء والموات.
للمنکر علیهم أن یقول (12): إنه تجشم أول مرة فجری علیه من الشیطان و حزبه ما وصفتم من الأذی والإهانة والقتل والصلب؛ فر إلی أبیه لیستریح برهة، و تثوب إلیه نفسه و تستجم قوته، و لیستظهر بالعدد والعدد من عند أبیه، ثم یأتی ثانیة لمحاربة عدوه، فإما علیه و إما له.
و أما قول الأمانة: إنه یعود لفصل القضاء بین الأحیاء والأموات؛ فهو نازل منزلة قول القائل:
لا ألفینک بعد الموت تندبنی
و فی حیاتی ما زودتنی زادا
إذ زعموا أنه فی المرة الأولی عجز عن خلاص نفسه حتی تم علیه من أعدائه ما تم، فکیف یقدر علی خلاصهم بجملتهم فی المرة الثانیة؟
الوجه الثانی عشر: قول الأمانة: و نؤمن بروح القدس الذی یخرج من الله. فیه تصریح بأن المسیح و روح القدس أخوان و أن الله أبوهما جمیعا، إذ تقول الأمانة: إن یسوع ولد من أبیه، و إن روح القدس یخرج من أبیه أیضا. و ذلک مکذب بقول متی فی إنجیله إذ حکی أن الذی ولدته مریم هو من روح القدس (13) و إذا کان المسیح من روح القدس فی الإنجیل، و روح القدس من الله فی الأمانة؛ فقد تناقض الإنجیل والأمانة إذ الأمانة تجعلها أخوین قد ولدا من الله. والإنجیل یقول: لا بل المسیح من روح القدس. و ذلک خبط عظیم. فقد وضح لک بطلان قول الأمانة: إن المسیح ولد من أبیه قبل العوالم کلها، و إنه بکر الخلائق کلهم. فکیف یکون قبل العوالم، و قد سبقه روح القدس. بشهادة الإنجیل؟
الوجه الثالث عشر: قول الأمانة: نؤمن بمعمودیة واحدة لغفران الخطایا. فیه مناقضة عظیمة لأصولهم، و ذلک أن اعتقاد النصاری أنه لا تغفر خطایاهم بدون
قتل المسیح. و لذلک سموه حمل الله الذی یحمل خطایا العالم. و دعوه أیضا: مخلص العالم من الخطیئة. فإذا آمنوا بأن المعمودیة الواحدة هی التی تغفر خطایاهم من ذنوبهم؛ فقد صرحوا أنه لا حاجة إلی قتل المسیح؛ لاستقلال المعمودیة بالخلاص والمغفرة. و إن کان التعمید کافیا فقد اعترفوا بوقوع القتل عبثا. و إن کان لا تحصل المغفرة بدون قتل المسیح؛ فقد تناقضت الأمانة، و کذبت فی دعوی المغفرة بالتعمید، إذ کان لابد من القتل.
الوجه الرابع عشر: قول الأمانة: و نؤمن بجماعة واحدة قدیسیة. یعنون من عقد لهم هذه الأمانة، التی نحن نتکلم علی تناقضها و نوضح فسادها، و فی الإیمان بها لأی من القوم؛ کفر بالمسیح، ورد لأقواله و أقوال تلامیذه.
و بیانه هو: أن المسیح علیه السلام قد شحن إنجیله بتوحید الله و تمجیده و تقدیسه و تنزیهه عن الثانی والثالث و إفراده بالربوبیة والألوهیة. فقال علیه السلام: «الله واحد هو الله» (14) و قال: «إن الله لم یره أحد قط» (15) و قال: «لا ینبغی لأحد أن یعبد ربین» (16) و قال: «لا صالح إلا الله وحده» (5) و رفع وجهه إلی السماء و قال: «إلهی أنت الإله الحق الذی أرسلت المسیح«. (17).
فهذه أقوال المسیح التی رواها عنه تلامیذه، لیس فیها تثنیة و لا تثلیث. بل مجردة لتوحید الباری جل و علا.
فإذا قالوا فی الأمانة: إنهم یؤمنون بأن الآلهة ثلاثة أزلیة، و إن لها واحدا ولد إلها مثله، و إن امرأة من بنی آدم ولدت ربها، و أرضعت خالقها ثدیها، و أفرشته حجرها، و إن الرب الذی أتقن العالم بیده و خلق کل شیء؛ قد قوتل فقتل، و غولب فغلب، و دفن فی المقابر -کما رتبوه فی أمانتهم- فلا شک فی کفرهم بالمسیح و تلامیذه؛ لأن من آمن بالثالوث فقد کفر بالتوحید. فإن کانت صادقة فقد
کذب الإنجیل، و إن کان الإنجیل صادقا؛ فقد کذبت الأمانة، و تبین غش من ألفها أو غلطه.
و بعد -یرحمک الله- فقد أقام المسیح و تلامیذه و أکابر أصحابه برهة من الزمان بالناصرة والجلیل و أورشلیم و غیرها من البقاع، یصلون لله إله إبراهیم و یتعبدون له. فهل حفظ عنهم أو من أحد ممن روی عنهم: أنه کان إذا قام إلی مصلاه و شرع یناجی مولاه؛ یقرأ هذه الأمانة المتضمنة عبادة ثلاثة آلهة، بعضها أب، و بعضها ابن، و بعضها قاتل، و بعضها قتیل، و بعضها والد، و بعضها مولود؟ فکون المسیح و خیار أصحابه لم یؤثر عن واحد منهم من ذلک لفظة و لا کلمة واحدة هو أدل علی افتعال هذه الأمانة، و جهل من عقدها، و سخریته بدین النصرانیة، و قصده الإزراء بهم و إبداء عورهم.
الوجه الخامس عشر: فی طریق امتحان هذه الأمانة، و معرفة حقها من باطلها و صحتها من فسادها، بأقوال الأنبیاء الذین تنبؤوا عن المسیح (18)، و أقوال أصحابه الذین شاهدوه و أخذوا عنه أقواله المرویة عنه و فی الإنجیل:
فنقول لمن نظم هذه الأمانة و عقد هذه الشریعة: قد زعمت: أن المسیح إله حق، و أنه أتقن العالم بیده، و خلق کل شیء. فنحن نورد علیک نصوص کتبک و آیات صحفک، و أقوال مشایخک. سلفک، و ما تنبأ به الأنبیاء علی من ادعیت ربوبیته، و نحاکمک إلی نفسک فنقول: قالت التوراة فی آیات تفوت الحصر: إن الله تعالی إله إبراهیم و إسحق و یعقوب؛ واحد لا شریک له. و قال فی العشر کلمات من التوراة: «أنا الله ربک الذی أخرجتک من مصر بیدی القویة، لا یکن لک إله غیری» (19) و قال: «لا تشبهونی بشیء مما فی السماء و لا فی الأرض، و لا مما فی البحار، أنا الله إله واحد جبار غیور، لا تتخذوا آلهة غیری» (20) و ذلک فی التوراة کثیر و هو تکذیب لأهل هذه الأمانة فی قولهم: إن مع الله إلهین آخرین، أحدهما إنسان من بنی آدم.
و قال إشعیاء فی نوبته: قال إله إسرائیل: أنا الأول والآخر و لیس غیری» (21) و قال: «عرف الحمار والثور ربه، و لم یعرف ذلک بنو إسرائیل» (22) فقد أکذبهم إشعیاء فی نظم هذه الأمانة، و دعواهم أن الآلهة ثلاثة قدیمة أزلیة.
و قال داود فی مزموره و هو یناجی ربه (23): «یا رب إنک حین عبرت ببلاد أشیمون تزلزلت الأرض من هیبتک، وانفطرت انفطارا» ثم قال: «ما لک أیها البحر هاربا مزبدا، و أنت یا نهر الأردن ما بالک ولیت راجعا، و مالکم أیها الجبال طفرتن کالأیائل» ثم أجاب عن ذلک بنفسه فقال: «من هیبة الرب تزلزلت البقاع، واضطربت الشوامخ«.
فهذا الذی یلیق بجلال الله و عظمته لا ما وصفه به النصاری من الجوع والعطش، والتعب والسهر، والضعف والعجز، والانحصار فی الرحم، والقتل والصب -تعالی الله عن هذیانهم علوا کبیرا-.
و قال المسیح فی إنجیله: «الله لم یره أحد قط» (24) و قال أیضا فیما رواه تلامیذه عنه: «إن أول الوصایا کلها: اسمع یا إسرائیل الرب واحد. فأحببه من کل قلبک و من کل قوتک» (25) ففی هذه الوصیة سائر وصایا الأنبیاء، و قال فیما رواه عنه یوحنا التلمیذ: «إلهی أنت الإله الحق، وحدک الذی أرسلت یسوع» (17) و قال له إنسان: «یا معلم صالح. فقال لم تدعوننی صالحا؟ «لا صالح إلا الله وحده» (5) و قال: «أنا ذاهب إلی إلهی» (10) و قال: «إلهی أعظم منی» (26) و قال: «إلهی إلهی لم ترکتنی» (27)، و قال لوقا: «قال جبریل لمریم: إنک ستلدین ابنا یکون عظیما،
یجلسه الرب علی کرسی أبیه داود» (28) فشهد عن الله تعالی بأن المسیح هو ابن داود.
یجلسه الرب علی کرسی أبیه داود» (28) فشهد عن الله تعالی بأن المسیح هو ابن داود.
و قال بطرس الحواری فی الفصل السابع من رسالته الأولی: «إن الله هو إله النعمة کلها، و هو الذی دعانا إلی مجده الدائم بالسید المسیح، له التسبیح والعز إلی دهر الداهرین» (29) فهذا توحید أنبیاء الله تعالی لخالقهم، و تنزیههم له سبحانه مسطور مزبور فی کتبهم. قد نهجوه لأتباعهم؛ فتلقوه عنهم، و کل ذلک تکذیب لهذه الأمانة، ورد علی من عقدها. فإنها تقول: إنه إله، و إنه أتقن العالم بیده و خلق کل شیء. و هذا جبریل یخبر عن الله أنه ولد من الناس و أن والده داود، و هذا المسیح یخبر عن نفسه بما سطرناه، فلا التفات بعدها للمحال المضمن فی هذه الأمانة، التی هی فی الحقیقة فساد الأمانة.
و قد قال داود فی المزامیر (30): «إن المسیح رجل قد فاق الناس جمالا و شبهه برجل کاهن (31)، کان فی زمن إبراهیم الخلیل خادما للبیت المقدس، فقال هی مزموره: «یا مسیح أقسم الرب أنک أنت الکاهن المؤید یشبه ملک الصادق«.
فما بال داود لم یقل إن المسیح هو الإله الحق الذی أتقن بیده العوالم و خلق کل شیء، و إنه المولود من الله قبل الدهور، کما هذوا به فی الأمانة التی و لهم؟ و کیف یقول نبی الله داود: إن المسیح رجل من الآدمیین، یشبه کاهنا من الکهان؟
و یقول أصحاب الأمانة: کلا، و لکنه الإله الذی خلق الکاهن ملکی صادق و غیره.
فإن قالوا: قد أخبر جبریل مریم حین بشرها بأن الرب معها، فقال لها: «مریم ربنا معک» (32) قلنا: لیس کما ذهبتم إلیه، و إنما أراد بالمعیة ههنا: المعاضدة والمؤازرة و حسن الإرفاق والتعهد بالمعونة. والدلیل علیه: قول الله فی التوراة لموسی: «اذهب برسالتی إلی فرعون، و أنا أکون معک، و راقبا للسانک» (33) و قال لیوشع بعد وفاة موسی: «أنا أکون معک کما کنت مع عبدی موسی» (34) و قال حملة الإنجیل «و کان الله مع الصبی» (35) و قد قال الله تعالی فی کتابه الکریم (مَا یَکُونُ مِن نَّجْوَی ثَلاثَةٍ إلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَ لاَ خَمْسَةٍ إلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَ لا أدْنَی مِن ذَلِکَ وَلا أکْثَرَ إلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أیْنَ مَا کَانُوا) و قد قال المسیح: إنه أفضل من یونس و أفضل من سلیمان (36) و قال فولس: «إن یسوع أفضل من موسی» (37)، و قال المعمدانی حین عمد المسیح: «هذا الذی قلت لکم: إنه یأتی بعد و هو أقوی منی» (38) فما نری الحواریین و لا یوحنا و لا فولس قالوا کما قالت الأمانة: إن المسیح إله الحق و إنه خلق کل شیء.
والعجب من النصاری یخبروننا أن المسیح کان رجلا تجری علیه أحکام الآدمیین، و أنه أقام مع الشیاطین أربعین یوما محصورا فی البریة، و هو یجره من مکان إلی مکان، و أنه جاع و عطش، و فرح و حزن، و لبس الثیاب، و رکب الحمار، و بذل الجزیةکسائر المستضعفین. فکیف تقول الأمانة: إن المسیح هو الإله الذی أتقن العالم، و خلق کل شیء؟ هل ذلک إلا حمق و رعونة؟
فإن کانت الأمانة صحیحة؛ فقد کذب الإنجیل، و إن کان الإنجیل صادقا؛ فقد کذبت الأمانة و کذب من ألفها. فقد وضح: أن هذه الأمانة منتقضة فاسدة لا تثبت لأدنی نفخة من الحق.
1) بینا: أن المراد بالساعة: ساعة المعرکة الفاصلة بین المسلمین و بین الیهود فی عهد عمر بن الخطاب رضی الله عنه. و بها زال ملک الیهود من العالم (مرقس 13 لوقا 21 متی 24 +(.
2) المسیح لیس له أب. و أمه من هارون.
3) متی 22: 35 و یقصد التثنیة 6: 4 – 9.
4) یوحنا 17: 1 +.
5) مرقس 10: 18.
6) متی 1: 1.
7) متی 4: 8 -.
8) المسیح یتکلم فی هذا النص عن محمد صلی الله علیه و آله و سلم بلقب «ابن الإنسان» والمؤلف یعتقد أن المتکلم هو المسیح علی نفسه. والنص هو: «و متی جاء ابن الإنسان فی مجده، و جمیع الملائکة القدیسین معه؛ فحینئذ یجلس علی کرسی مجده، و یجتمع أمامه جمیع الشعوب فیمیز بعضهم من بعض. کما یمیز الراعی الخراف من الجداء… إلخ» (متی 25: 31 +(.
9) أفسس 1: 15 +.
10) یوحنا 20: 17.
11) المسح حقیقة: هو صب الزیت علی الرأس. و مجازا: هو الشخص المصطفی من الله لأداء رسالة مقدسة و لو لم یمسح. و کان المسح للکهنة والأنبیاء والملوک. ثم انقطع المسح. و عیسی علیه السلام مسیح؛ لأنه کاهن و نبی و لیس ملکا. و موسی مسیح لأنه کاهن و نبی و ملک. و قال المؤلف: إن داود تنبأ علی المسیح عیسی فقال: «من أجل هذا مسحک ربک» أی اصطفاک نبیا. ثم دل المؤلف بنقله علی أنه ینقل من غیره من کتاب، و لا ینقل من التوراة مباشرة. فإنه قال بعد: «و قال داود أیضا نبوءة عن المسیح فی المزمور الخامس والأربعین: «یا من فاق الناس جمالا» ولاحق: أن الموضعین من نبوءة واحدة هی نبوءة المزمور 45: و هی لمحمد صلی الله علیه و آله و سلم و لیست لعیسی علیه السلام. و من أعجب العجب: أن المؤلف طبق النبوءة کلها علی محمد صلی الله علیه و آله و سلم فی البشری التاسعة فقد قال: «قال داود النبی علیه السلام: «من أجل هذه بارک الله علیک إلی الأبد…» و طبقها علیه أیضا الشیخ ابن تیمیة وابن قیم الجوزیة والقرطبی و مؤلف مقامع الصلبان و مؤلف إظهار الحق، و مؤلف الدین والدولة، و مؤلف کتاب المسیا المنتظر و أدلة الیقین و کثیرون. والمزمور هو: «فاض قلبی بکلام صالح. متکلم أنا بإنشائی للملک. لسانی قلم کاتب ماهر. أنت أبرع جمالا من بنی البشر. انسکبت النعمة علی شفتیک؛ لذلک بارکک الله إلی الأبد. تقلد سیفک علی فخذک أیها الجبار جلالک و بهاءک، و بجلالک اقتحم. ارکب من أجل الحق والدعة فتریک یمینک مخاوف. نیلک المسنونة فی قلب أعداء الملک. شعوب تحتک یسقطون کرسیک یا الله إلی دهر الدهور. قضیب استقامة قضیب ملکک. أحببت البر، و أبغضت الإثم. من أجل ذلک مسحک الله إلهک بدهن الابتهاج أکثر من رفقائک. کل ثیابک مر و عود و سلیخة. من قصور العاج سرتک الأوتار. نبات ملوک بین خطیاتک. جعلت الملکة عن یمینک بذهب أوفیر.اسمعی یا بنت وانظری و أمیلی أذنک وانسی شعبک و بیت أبیک؛ فیشتهی الملک حسنک؛لأنه هو سیدک فاسجدی له. و بنت صور أغنی الشعوب تترضی وجهک بهدیة.کلها مسجد ابنة الملک فی خدرها. منسوجة بذهب ملابسها. بملابس مطرزة تحضر إلی الملک. فی إثرها عذاری صاحباتها. مقدمات إلیک یحضرن بفرح وابتهاج. یدخلن إلی قصر الملک. عوضا عن آبائک یکون بنوک تقیمهم رؤساء فی کل الأرض. اذکر اسمک فی کل دور فدور. من أجل ذلک تحمدک الشعوب إلی الدهر والأبد» (مزمور 45(.
12) للمنکر أن یقول: إنه قد صرح المسیح فی الإنجیل بعدم مجیئه. فإن قالوا بمجیئه یکونون مکذبین للإنجیل. ذلک قوله: «و لست أنا بعد فی العالم» (یوحنا 17: 11(.
13) »لما کانت مریم أمه مخطوبة لیوسف قبل أن یجتمعا؛ وجدت حبلی من الروح القدس» (متی 1: 18(.
14) یو 5: 14.
15) یو 1: 18.
16) لوقا 16: 13 «لا تقدرون أن تخدموا الله والمال» أیضا متی 6: 24.
17) یوحنا 17: 1 – 3.
18) لم یتنبأ أحد عن المسیح عیسی علیه السلام.
19) خروج 3: 2 – 3.
20) خروج 20: 4 – 5.
21) إشعیاء 44: 6.
22) إشعیاء 1: 3.
23) المزمور المائة والرابع عشر.
24) یوحنا 1: 18.
25) متی 22: 35 – 37 راجع أیضا التثنیة 6: 4 – 9.
26) یوحنا 14: 28.
27) متی 27: 46.
28) لوقا 1: 32.
29) بطرس الأولی 5: 10 – 11.
30) المزمور 45 و سبق ذکره فی التعلیقات بتمامه. و هو لمحمد صلی الله علیه و آله و سلم.
31) المزمور 110 هو نبوءة عن محمد صلی الله علیه و آله و سلم. و قد شبه داود دوام شریعته إلی یوم القیامة بملکی صادق. والمؤلف أخطأ فی قوله: إن عیسی هو المشبه بملکی صادق؛ لأن عیسی لم تکن لم شریعة. و فی النص أن یسحق رءوس أعدائه فی الحروب. و عیسی لم یحارب. والنص هو: «قال الرب لربی: اجلس عن یمینی حتی أضع أعداءک موطنا لقدمیک. یرسل الرب قضیب عزک من صهیون. تسلط فی وسط أعدائک. شعبک منتدب فی یوم قوتک فی زینة مقدسة من رحم الفجر لک کل حداثتک. أقسم الرب و لن یندم. أنت کاهن إلی الأبد علی رتبة ملکی صادق الرب عن یمینک یحطم فی یوم رجزه ملوکا یدین بین الأمم. ملأ جثثا أرضا واسعة. سحق رؤوسها. من النهر یشرب فی الطریق. لذلک یرفع الرأس» (مور 110(.لاحظ: «أنت کاهن» أی أن التشبیه فی الشریعة. و سید داود لیس هو عیسی. کما بینا من قبل.
32) لوقا 1: 28.
33) خروج 4: 12.
34) یشوع 1: 5.
35) لوقا 1: 66.
36) قال المسیح: «رجال نینوی سیقومون فی الدین مع هذا الجیل و یدینونه؛ لأنهم تابوا بمناداة یونان و هوذا أعظم من یونان ههنا» (متی 12: 41) عمل مقارنة بین قوم یونس الذین تابوا لما دعاهم یونس، و بین الیهود الذین لم یتوبوا والمسیح یدعوهم إلی التوبة بقوله: «توبوا؛ فإنه قد اقترب ملکوت السموات» أی مجیء محمد صلی الله علیه و آله و سلم. فلذلک سوف یخزی التائبون أمة الیهود فی یوم القیامة.و عمل مقارنة بین حکمة امرأة هی ملکة الیمن و بین حکمة الیهود. و قال: إن المرأة کانت حکیمة و لذلک فی یوم القیامة ستخزی الیهود علی عدم توبتهم «ملکة التیمن ستقوم فی الدین مع هذا الجیل و تدینه؛ لأنها أنت من أقاصی الأرض لتسمع حکمة سلیمان. و هوذا أعظم من سلیمان. ههنا» (متی 12: 43(.
37) عبرانیین 3: 1.
38) متی 3: 11 – 16.