قال تعالی: (و جعلنا اللیل و النهار آیتین فمحونا آیة اللیل وجعلنا آیة النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربکم و لتعلموا عدد السنین و الحساب و کل شیء فصلناه تفصیلا) (الاسراء:12(.
قال المفسرون آیة اللیل هی القمر و آیة النهار هی الشمس.
قال ابن عباس: عن قوله تعالی: فمحونا آیة اللیل «لقد کانت القمر یضیء کالشمس فطمسنا ضوءه«.
الحقیقة:
أن القمر و الأرض و المریخ و کل کواکب المجموعة الشمسیة عندما بدأت کانت کلها مشتعلة و سبب هذا هو ا، المواد عندما أخذت تتجمع مع بعضها بعد انفجار الشمس الأم و تکون محیطا فتندفع إلیها القطع الباقیة حولها بسرعة جبارة بسبب الجذب و یزداد ارتطام هذه القطع علی الکوکب المتکون فتزید من حرارته زیادة کبیرة حتی تصل إلی درجة انصهار سطحه کله، و هذا الانصهار یصح أن یمتد إلی سمک حوالی 300 کیلومتر فی عمق الکوکب المتکون مع جمیع الجهات.
هذا فی حالة القمر أما فی حالة الأرض فإننا لانعرف ذلک لآن الأرض تغیرت کثیرا جدا عن یوم خلقها أما القمر فتغیر قلیلا جدا من یوم خلقه الله.
و هذا الصهیر یکون لونه احمر مثل النار و الصخور تکون منصهرة و سائلة، و هذا یعنی أن درجة الحارة أکبر بکثیر من درجة حارة النار التی تعرفها فنحن لا نستطیع أن نصل بدرجة حارة النار لدرجة صهر الصخور لتصبح سائلة أبدا…
و فی هذا الصهر الصخری أو الصخور السائلة تبدأ عملیات انفصال المعادن فتأخذ المعادن الثقیلة فی الغوص إلی تحت و تطفوا العناصر الخفیفة إلی فوق، و نعلم أن هذا قد حدث فی قشرة القمر.
و معنی هذا أن الکوکب أو الجسم السمأوی یکون ملتهبا فی بدء خلقه، نتیجة ما یتراکم علی سطحه من طبقات و قطع المجموعة الشمسیة الصلبة و حتی تنصهر المنطقة العلویة کلها فی سمک 300 کیلومتر و تبدأ العناصر الثقیلة فی الرسوب و تطفوا العناصر الخفیفة و تبدر و تکون القشرة من عناصر خفیفة فوق و عناصر أو معادن ثقیلة تحت.
المصدر:
ندوة بین الشیخ عبد المجید الزندانی و الدکتور فاروق البارز مدرب رواد الفضاء فی وکالة الفضاء الأمریکیة ناسا.