قال تعالی فی سورة مریم: (فأجاءها المخاض إلی جذع النخلة قال یا لیتنی مت قبل هذا و کنت نسیا منسیا. فناداها من تحتها ألا تخافی و لاتحزنی قد جعل ربک تحتک سریا. و هزی غلیک بجذع النخلة تساقط علیک رطبا جنیا. فکلی و أشربی و قری عینا(.
هناک حکم طبیة معجزة فی هذه الآیات تتعلق باختیار ثمار النخیل دون سواه من ناحیة، ثم توقیته مع مخاض الولادة من ناحیة أخری:
1- تبین فی الأبحاث المجراة علی الرطب علی ثمرة النخیل الناضجة، أنها تحتوی مادة قابضة للرحم، تقوی عمل عضلات الرحم فی الأشهر الأخیرة للحمل فتساعد علی الولادة من جهة کما تقلل کمیة الترف الحاصل بعد الولادة من جهة أخری.
2 – الرطب یحوی نسبة عالیة من السکاکر البسیطة السهلة الهضم و الامتصاص، مثل سکر الغلوکوز و من المعروف أن هذه السکاکر هی مصدر الطاقة الأساسیة و هی الغذاء المفضل للعضلات، و عضلة الرحم من أضخم عضلات الجسم و تقوم بعمل جبار أثناء الولادة التی تتطلب سکاکر بسیطة بکمیة جیدة و نوعیة خاصة سهلة الهضم سریعة الامتصاص، کتلک التی فی الرطب و نذکر هنا بأن علماء التولید یقدمون للحامل و هی بحالة المخاض الماء
و السکر بشکل سوائل و لقد نصت الآیة الکریمة علی إعطاء السوائل أیضا مع السکاکر بقوله تعالی: (فکلی و اشربی) و هذا إعجاز آخر.
3 – إن من آثار الرطب أنه یخفض ضغط الدم عند الحوامل فترة لیست طویلة ثم یعود لطبیعة، و هذه الخاصة مفیدة لأنه بانخفاض ضغط الدم تقل کمیة الدم النازفة.
4 – الرطب من المواد الملینة التی تنظف القولون، و من المعلوم طبیا أن الملینات النباتیة تفید فی تسهیل و تأمین عملیة الولادة بتنظیفها للأمعاء الغلیظة خاصة، و لنتذکر بأن الولادة یجب أن یسبقها رمضة شرجیة (حقنة) لتنظیف القولون.
المراجع:
– أبحاث المهندس الزراعی اجود الحراکی – حضارة الإسلام – السنة 18 العدد 7.
– الإسلام و الطب الحدیث: للدکتور عبد العزیز باشا إسماعیل.
– حوار مع صدیقی الملحد للدکتور مصطفی محمود.