قال تعالی (الحمد لله الذی خلق السمأوات والأرض و جعل الظلمات و النور ثم الذین کفروا بربهم یعدلون) (1) سورة الأنعام
-)فلا أقسم بما تبصرون و ما لا تبصرون) 39، 38 سورة الحاقة.
فما هو هذا الضوء الذی نری به الأشیاء؟..
و ما هو هذه الذی أقسم الله بأننا نبصره و لا نبصره؟.
و هو جلت قدرته لایقسم فی القرآن إلا بأعظم آیاته من المخلوقات؟
إن الأشعة التی تصل إلی أرضنا من الشمس و من کل کوکب مضیء تأتی عبر (الأثیر) کما کانوا یقولون، مهتزة باهتزازات مختلفة فی عددها، أی فی أمواج مختلفة فی أطوالها، ولکن أبصارنا لاتستطیع أن تری من هذه الأمواج إلا جزء قلیلا جدا، و هی الأمواج التی تحدث ألوان الطیف الشمسی السبعة. أما الأمواج الأخری أما الأمواج الأخری فلایمکن رؤیتها. و اختلاف الأمواج فی أطوالها، هو الذی یفرق بینها فی ألوانها و تأثیراتها: فأطوال الأمواج التی یقدر بالأموال، و لاتقصر عن ست موجات فی البوصة، هی الأمواج التی تؤثر فی اللاسلکی. فإذا قصرت الأمواج عن ذلک أصبحت تحدث الحرارة، نسمیها (أمواج الحرارة المظلمة) لأننا لانراها ما دام طولها لا یزید عن جزء من ثلاثین ألف جزء من البوصة.
فإذا تجاوزت هذا الحد بسرعتها تصبح قادرة علی التأثیر فی أبصارنا فنسمیها (أمواج الضوء) و هی التی تحدث ألوان الطیف الشمسی السبعة. و یختلف لون هذه الأمواج المرئیة باختلاف سرعتها، فعندما تکون سرعتها فی البوصة الواحدة (34) ألف موجة، تحدث الضوء الأحمر فإذا قصرت عن ذلک تحدث البرتقالی، ثم الأصفر، ثم الأخضر ثم الأزرق، ثم النیلی. فإذ أزداد قصرها کثیرا، و أصبحت الأمواج أمواج متقاربة بحیث تشغل (60) ألف موجة منها بوصة واحدة، فإنها تحدث الضوء المسمی (فوق البنفسجی) الذی یظهر لنا تأثیره فی المواد الکیمأویة. و وراء ذلک سلالم کثیرة، فان العالم المنظور لیس إلا شیئا ضئیلا بالنسبة إلی العالم غیر المنظور. فالأمواج الأثیریة المعروفة حتی الآن تنتظم فی أکثر من (27) سلما، المنظور منها سلم واحد، و السلالم الأخری غیر منظورة. فهل فهمنا معنی قوله تعالی (فلا أقسم بما تبصرون و ما لا تبصرون) 39، 38 سورة الحاقة