جاء بنص متی قوله علی لسان المسیح:
»وأما ذلک الیوم وتلک الساعة فلا یعلم بهما أحد ولا الملائکة السماوات الا أبی وحده«(1).
أما نص مرقس فهو علی لسان المسیح أیضا هکذا:
»وأما ذلک الیوم وتلک الساعة فلا یعلم بهما أحد ولا الملائکة الذین فی السماء ولا الإبن إلا الآب» (2).
وهذا النص فی وضوحه غنی عن البیان، ولکن باستطاعتنا أن نقول إن الأرکان فیه ثلاثة:
أ- علم بوقت معین وهو المشار إلیه بمیقات الیوم والساعة.
ب- عالم به، وهو الآب وحده.
جـ- جاهل به وهو ما سوی الآب، حتی الإبن أیضا جاهل کغیره من الخلق کالملائکة والروح القدس.
وکأنما أراد الخالق سبحانه وتعالی عما یصفون. أن یقیم الدلیل علی وحدانیته بهذین النصین وأن یفرق بهما بین ما یدعون أن الله یترکب ویتألف منه.
یقول المثلثون: الأب والإبن والروح إله واحد…
وهذا النص یقول: الآب عالم والابن جاهل. فهل یکن الجاهل إلها أو مساویا لله. أو أقنوما من الثلاثة التی یؤلفون منها ذات الله؟؟
ثم ما معنی الوحدة الثالوثیة؟؟ هل بعض الله عالم وبعض ذاته الآخر جاهل؟! ثم لم سکت المؤلفان عن الروح وهو الأقنوم أو إلاله الثالث؟؟
فإن الذی یفیده النص أنه داخل فی دائرة الجهل والجهلاء. لأن المستثنی واحد هو الذی اختص ذاته بالعلم. وهو الآب العالم بمفرده.
ولم یقل النص علی لسان المسیح تعبیرا آخر مثل «ولا أنا» ولکنه قال: «ولا الإبن» وهو ثانی الثلاثة. و حقا ما نقول: ان الله هو الذی أراد هذه التفرقة بین الشرکاء الثلاثة، وما فرقه الله لایجمعه بشر حتی ولو کان فیلسوف إنجیل أفسس!!
1) [24: 26].
2) [13: 32].