و هی المعجزة الوحید التی اتفق علیها الأربعة:
النص: «فرفع یسوع عینیه و نظر جمعا کثیرا مقبلا إلیه فقال لغیلبس من أین نتباع خبزا لیأکل هؤلاء و إنما قال هذا لیمتحنه لأنه هو علم ما هو مزمع أن یفعل، أجابه فیلبس لایکفیهم خبز بمائتی دینار لیأخذ کل واحد منهم ولو شیئا یسیرا، قال له واحد من تلامیذه و هو أندراوس أخو سمعان بطرس هنا غلام معه خمسة أرغفة شعیر و سمکتان. ولکن ما هذا لمثل هؤلاء، فقال یسوع اجعلوا الناس یتکئون و کان فی المکان عشب کثیر، فاتکأ الرجل و عددهم نحو خمسة الآف، و أخذ یسوع الأرغفة و شکر ووزع علی تلامیذ. و التلامیذ أعطوا المتکئین و کذلک من السمکتین بقدر ما شاءوا. فلما شبعوا قال لتلامیذ اجمعوا الکسر الفاضلة لکی لایضیع شیء، فجمعوا و ملأوا اثنتی عشرة قفة من الکسر الفاصلة من خمسة أرغفة العشیر التی
فضلت عن الآکلین (1)» و قد ذکرها متی (2)، و کذا مرقس (3)، و کذلک لوقا (4).
و قد زادت روایة الإنجیل الرابع أن الناس لما رأوا هذه الآیة التی صنعها یسوع «قالوا إن هذا هو بالحقیقة النبی الآتی إلی العالم و أما یسوع فإذا علم أنهم مزمعون أن یأتوا و یختطفوه لیجعلوه ملکاً انصرف إلی الجبل وحده، و لما کان المساء نزل تلامیذه إلی البحر» (5).
و خالفه متی فی روایة معجزة الطعام المذکورة بحیث نص علی أنها تمت لما صار المساء» (6)، و أما لوقا فنص علی خلاف متی التوقیت و هو أن الإطعام لم بیدأ إلا بعد أن «ابتدأ النهار یمیل«(7) و خالف لوقا الثلاثة فلم یذکر أنه انصرف مع تلامیذه فی المساء إلی البحر حیث حدثت معجزة مشی المسیح علی الماء التی لا أثر لها فی لوقا مخالفاً الثلاثة فی اغفاله لها.
و خالف لوقا نص الإنجیل الرابع أیضاً فیما قالته الجموع عن المسیح بهد الأکل. حیث جاء به أن المسیح سأل تلامیذ:
»من تقول الجموع إنی أنا. فأجابوا و قالوا یوحنا المعمدان، و آخرون إیلیا، و آخرون إن نبیا من القدماء قام، فقال لهم و أنتم من تقولون إنی أنا فأجاب بطرس و قال المسیح الله، فانتهرهم و أوصاهم أن لا یقولوا ذلک لأحد» (8) و لاندخل فی المقارنة بین روایات الأربعة هنا و نرجیء ذلک لموضوع قادم أن شاء الله. و نعود إلی المعجزة التالیة حسب روایة الإنجیل الرابع..
1) [6: 5- 14].
2) [14: 13- 21].
3) [6: 30- 44].
4) [9: 10- 17].
5) [6: 14- 16].
6) [متی 14: 15].
7) [لوقا: 9: 12].
8) [لوقا 9: 18- 21].