فلینظر الإنسان المعاصر لنهایة القرن العشرین إلی هذه الصورة، ثم لیحکم بفطرته و لیعمل نظره، هل یقبل العقل: أن یکون الله الخالق رب السماوات و الأرض هو
القائم بذلک.؟؟ الله الکلمة الذی صار جسدا یقوم بهذا العمل الوضیع؟! و ما الفائدة من وراء قیامه بهذا العمل؟!
و لست مبالغا و لا متعصبا حین أقول: إننی قرأت فی هذا البحث عددا کبیرا من مؤلفات مؤلهی المسیح و هذه الصورة الشاذة ماثلة أمام عینی لاتفارقنی منذ وقع بصری علیها، و حاولت أن أجد حکمة من وراء هذا العمل کما یصوره هذا النص فلم أجد ما یقبله عقلی.!! و لا زال عقلی یستنکر، و الفطرة تأبی أن یقوم الله بهذا العمل الوضیع.
لئن قالوا: إنه درس عملی للتلامیذ فی التواضع. فالعقل یراه اتضاعا و مهانة. و أین هم من ذلک!. و لماذا لایقوم بابا الکنیسة بذلک لکی یحافظ علی هذا التواضع. بل لم لا یقوم رئیس الکنیسة الشرقیة أو الغربیة بغسل رجلی زمیله الآخر؟؟
و لله العزة و له المثل الأعلی فی السماوات و الأرض، و هو العزیز الحکیم، و من عجب أن المؤلف هنا یتبعها بقوله علی لسان المسیح بهذا النص «لیس عبد أعظم من سیده، و لارسول أعظم من مرسله» فأین هی العظمة اللائقة بجلال الله، و ما الدافع لهذه المهازل المهینة؟!
و لعل السبب فی دخول هذه الصورة فی هذا المؤلف الحاوی، الذی نراه جامعة لنظریات الفلاسفة، و عقائد الوثنیین، هو محاولة المؤلف أن یضیف لشخصیة إلهه ما راقه من عقائد قدماء الهنود فی معبودهم «کرشنه» کما سبق أن وضحنا ذلک فی الفقرة (36) فی المقارنة بین أقوال کل فریق منهما فیمن یعبده. فی نهایة الفصل الرابع. و قد نقل ذلک الشیخ محمد أبوزهرة عن کتاب «دین الهنود- لموریس و لیمس ص 215.