»خرجت من قبل الله، و أتیت» (1) فکیف یخرج من قبل الله و یأتی إلیهم؟ مع أنه هوالله الأب.
»فهذا مثل قول القائل منهم: الله خرج من عند الله وأتی. فکأنه خارج و مخرج من عنده. و هذا شبیه بقوله فی بدایة الإصحاح الأول:
»الکلمة کان عند الله، و کان الکلمة الله«
و لایستقیم هذا القول بحال. فإن کان هو الله المثلث متجسدا، فقد مات بالصلب کما نص علی ذلک ترتلیانوس.
»إن الله صلب حقا، ومات حقا«.
و یلزمهم خلو العالم من الله بموته، و لا وجه حینئذ للقول بأن الله المثلث خرج من عند الله المثلث نفسه.. إلا المجاز الذی لاحقیقة من وراء لفظه، و نصه.
و إن کان المقصود أن الإبن- الأقنوم- خرج من قبل الأب، و جاء، یلزمهم القول بانفصال الأقانیم، و یکون لکل منهم ذات منفصلة عن ذات الآخر مثل انفصال نص «متی» السابق (2) الذی یقول إن الأب فی السماء، و الإبن فی الأرض، و الروح بینهما، و هو ضد مایقولون به من أن الأقانیم ذات واحدة لاذوات متعددة.
1) [8: 42].
2) [3: 16].