إن القس حنا الخضری أجاد و کان رجلا موضوعیا عندما استعرض أراء الذین اتهموا دیوسقورس. و الذین برأووه.. و ان کان فی نهایة العرض و بعد منافشة کافة الادلة بحیدة و تجرد خلص و أکد علی إدانة دیوسقورس التاریخیة و ذلک تحدیدا فی الصفحات 236، 237 من المجلد 3 و یقول فی ص 228 (یعتقد العالم لویس دیشن و کذلک ف. بونیفاس و آخرون کثیرون انه عندما طالب دیوسقورس بحرم فلافیانوس و اسابیوس اقترب منه بعض الأساقفة و التمسوا منه استعمال الرحمة و المحبة و العدل. و یعتقد دیشن إن بعضا من هؤلاء الأساقفة القوا بأنفسهم عند قدمه طالبین منه إن یتریث فیما هو مزمع إن یفعل و إن لا یسلک فی هذا الطریق، و یواصل العالمان شرحیهما و یتفق معهما عدد کبیر جدا من العلماء، إلا إن دیوسقورس لم یسمع لهذه الأصوات و لم یعرها أی اهتمام بل انتهز فرصة اقتراب هؤلاء منه لإشعال النار و العنف… فتظاهر ما لو کان مهددا منهم… فصرخ بصوت مرتفع طالبا النجدة من الحرس الامبراطوری. و کان کل من
البیدیوس و اولیوجیوس بالقرب من الباب فأمر بفتح الأبواب و دخل الجنود حاملین السیوف و السلاسل. و انضم الی هذا الجیش المدجج بالسیوف عدد کبیر من البحارة و الخدم الذین جاءوا مع دیوسقورس و الرهبان الذین أحضرهم الراهب الثائر المتعصب برسوم. و أغلقوا الأبواب حتی لا یهرب احد. فاستولی الذعر و الخوف علی الأساقفة. و کان کل منهم یهرع خوفا باحثا عن ای مکان یختبیء فیه. و اختفی بعضهم تحت المقاعد. إما استفانوس الافسسی فقد اختفی فی السکرستیه. و یقول البعض من هؤلاء العلماء إن دیوسقورس أعلن إن ای مقاومة سوف یکون عقابها عظیم. مما أثار الخوف و الاضطراب و الانزعاج فی قلوب الاساقفة. و هنا أمر دیوسقورس رئیس المجمع. بان یجلس کل واحد فی مقعده استعدادا للإدلاء بالأصوات ثم أردف قائلا: و إذا امتنع ای واحد عن التصویت فسوف اهتم أنا شخصیا بأمره. و ان الإمبراطور بنفسه سوف یطلع علی أصوات الجمیع فیجب أن تفکروا فی ذلک جیدا.. و هنا بدأت التصویت من الصف الأول الذی کان جالسا فیه جیوفینال الاورشلیمی الذی لم یتردد لحظة واحدة فی خلع فلافیانوس.. و اسابیوس. و تبعه فی ذلک دمنوس رئیس أساقفة انطاکیة. بل إن یورانیوس الهیمیریسی. طالب بحکم علی فلافیانوس و اسابیوس. و یواصل هؤلاء العلماء شرحهم لموقف رئیس المجمع. بأنه أمر بغلق الأبواب و عدم السماح لای شخص بالخروج حتی یوقع الجمیع علی
خلع هذین الاسقفین. و طالبهم بالتوقیع علی أوراق بیضاء لان المحضر لم یدون بعد. و کان رئیس المجمع یمر وسط الصفوف و بجانبه رئیس أساقفة أورشلیم لجمع التوقیعات. و الذین ترددوا فی التوقیع علی خلع الاسقفین کان عقابهم الإهانات و اتهامهم بالهرطقة و النسطوریة. و لقد کتب العالم تیلمونت فی هذا الصدد یقول ان عدد الجنود الذین اشترکوا فی خلع هذین الاسقفین أکثر من عدد الأساقفة. و یسجل لنا المجمع 135 توقیعا لحرم و خلع فلافیانوس و اسابیوس و منها: اثنان قد وقعا مرتین و اسقفان لا یعرفان الکتابة. و ظلت الأبواب مغلقة طوال هذه الجلسة الطویلة الصاخبة حتی أسدل اللیل أستاره و أضیئت المشاعل و کان فلافیانوس رئیس أساقفة القسطنطینیة واقفا فی رکن من الکنیسة فاقترب منه رئیس أساقفة الإسکندریة و رماه بالشتائم… بل ضربه علی خدیه.. فهرع فلافیانوس مسرعا نحو المذبح… و تمسک به محتمیا فیه.. حتی لا یلمسه احد. ولکن بالرغم من ذلک اقترب منه اثنان من شمامسة رئیس الإسکندریة و هما هاربوکراتیوس و بطرس والقیاه علی الأرض فأوسعه دیوسقورس ضربا.. و داسه بلاقدام.. و انضم إلیه بعض من رهبان برسوم ذلک الراهب المتعصب الثائر. الذی کان یصرخ قائلا «اقتلوه.. اقتلوه..» و لم یجرؤ احد علی التدخل لإنقاذه من أیدیهم. بل انطلق الجمیع إلی الخارج عندما فتحت الأبواب للنجاة بانفسهم.. و عندما عرف لیون ما حدث دعا هذا
المجمع بمجمع اللصوص أو القراصنة…) انتهی. ثم أردف المؤلف القس أسماء أکثر من عشرة مراجع لمن أراد المزید وذلک فی هامش ص 231 ج 3.
– و الواضح من هذا السرد مدی الاضطراب و الصراع الشنیع.. و الأکثر هو تهدید دیوسقورس للأساقفة بالامبراطور. فمن معه تأیید الإمبراطور یملک تکییف الحق و غیره یکن هو الهرطوقی.. و لذا عندما مات هذا الإمبراطور ثیودوسیوس و تولت أخته بولکاریا عرش الإمبراطوریة 415 م هرع بابا روما لیون لکسب تأییدها و عقد مجمع خلقیدونیة لیرد فیه اعتباره حتی إن رسالته أهملت و لم تقرأ، و أطلق علیه مجمع اللصوص. و عندما وصل الخبر الی دیوسقورس سریعا عقد مجمعا بمدینة الاسکندریة و اصدر قرار بحرمان بابا روما لیون و الحرمان معناه ان بابا روما صار کافرا بالدین خارجا عن حظیرة الکنیسة…
بل و کفره بالفرز و الحرمان دیوسقورس کما سنری… و مازلنا عبر العصر و المجامع و القدیسین الابرار الذین قدسوا الاسفار..!!!!!!