هی دیانة الغالبیة من شعب القارة الهندیة، و لقد جاء فی أحد فصول الفیدا، و هو مکتوب باللغة السینسکریتیة القدیمة ذکر الإله الواحد واسمه
(برهما سباتی) و معناه رب الصلاة مجیب الدعاء، فالله عند قدماء البراهمة واحد ألا شریک له سری منه الروح فی جمیع الکائنات من جماد و نبات وحیوان.
و ورد ما یؤید ذلک فی أسفار الفیدا علی غایة من البساطة دون تعقید ما ترجمته:
أنا الله نور الشمس، ضوء القمر، بریق اللهب، و میض البرق، صوت الریح، أنا الأصل القدیم لجمیع الکائنات، منی الحیاة لکل الوجود، معطی الصلاح، أول آخر (1).
عقیدة البراهمة:
إن عقیدة البرهمیة فی بنودها أو مجموعها تدل علی وحدانیة الله المطلقة طقا للآتی:
1 – اسم الله الظاهری (برهما سباتی) و الاسم الخفی زیوس و هو واحد لاشریک له.
2-الإله هو الأصل الأزلی و هو الموجود بحق الذی یستمد منه کل شیء وجوده، لاتدرکه الحواس و قد یدرک العقل بعض صفاته و سرت منه روح فی الجماد و النبات و الحیوان.
3 – إن الإنسان حرکة متغیرة مستمرة، و روحه قبس من نور الله انفصل عنه إلی أجل ینتهی ثم یعود إلیه بعد انتهاء الأجل، و ذلک کالبخار الذی یصعد إلی السماء، ثم یعود إلی الأرض أمطارا تجری فی الأرض أنهارا.
4 – غایة کل إنسان فی الحیاة الاتصال بالله و الرجوع إلیه.
5 – ثم سرت صفة القداسة إلی بعض الأنهار و الحیوانات کالبقر.
6 – من أهم معتقداتهم إنکار النبوة (2).
فلاسفة و کهنة الدیانة البرهمیة الذین یقولون بالتوحید:
1 – الفیلسوف الهندی مانوا.
قال عنه الإله إنه کائن بنفسه لاتصیبه الحواس المادیة، بل یعلم بالروح فقط.
2 – الکاهن و الفیلسوف کلوکا و هو أشهر مفسری الفیدا.
یقول: إن المشترکین فی الأسرار مع تقدیمهم القرابین لبعض قوی الطبیعة المتعددة لم یکونوا معتقدین إلا برب واحد هو نبع کل عدل و حکمة، المدبر للکل، و المرتب لنظام الکون، و لا اسم له إلا المستحق العبادة برهما.
انحدار الدیانة البرهمیة إلی التثلیث بدلا من الوحدانیة:
1 – عندما کثر الکهنة جعلوا للدیانة أسرار اخفیفة، و أسرار ظاهرة، فکثرت الرموز و الطقوس و الشعائر، فانحدرت الدیانة و أنشأ الکهنة ما لم یکن أصلا فی الدیانة البرهمیة، ألا و هو الثالوث الهندی المعروف و هو: برهما، فشنو، سیفا.
2 – و هکذا ابتدع الکهنة ذلک الثالوث، و أصبح بدل الإله الواحد آلهة ثلاثة هم عناصر للثالوث، و یقولون أن عنصرین منه نشآ من الإله الواحد براهما، و قد فسروا ذلک الثالوث بالآتی:
(أ) براهما، هو الإله الخالق.
(ب) فیشنو أو کریشنا هو القوة الحافظة أو الإله الحامی للخلیقة.
(ج) سیفا هو القوة التی تفنی و تعید و تحول، أن أنه الموکل بالخراب.
3 – کما ابتدع الکهنة تحریم ذبح بعض الحیوانات و فرضوا علی الشعب الهندی تقدیس بعضها أو تحریم أکل اللحوم کلیة، و قصر الکهنة علی أنفسهم و علی تلامیذهم معرفة الحقائق العلویة و هی توحید الله، و ستروها عن الشعب، و ترکوا الشعب یغوص فی متاهات الشرک و تعدد الآلهة.
1) کتاب (الأدیان فی کفة المیزان) للأستاذ محمد فؤاد الهاشمی.
2) الأسفار المقدسة فی الأدیان السابقة للإسلام تألیف للدکتور علی عبد الواحد وافی استاذ و رئیس قسم الدراسات الفلسفیة و الاجتماعیة بجامعة القاهرة.(م 8 – النصرانیة و الإسلام(.