ترجمت هذا الباب تحت عنوان «لغز الثالوث المقدس «the riddle of trinity» لنفس المؤلف ککتاب مفرد، و قد طبعته مکتبة النافذة- بالجیزة- جمهوریة مصر العربیة.)المترجم(.
the trinity
اذا کانت عقیدة الفداء Atonoment غیر کافیة لحیرة السذج من الناس، فان المسیحیین الطیبین و مجالس الکنیسة للبلاد السابقة فی العصر المسیحی سوف یتحملون عبء هذه السذاجة، لأن ایمان المسیحیین لا یکمل الا باضافة عقیدة محیرة و مربکة تعرف باسم التثلیث Trinity.
و التثلیث هو واحد من الأرکان الأساسیة التی یؤمن بها المسیحیون، و بدون الایمان بهذه العقیدة الهامة فان مسیحیة المسیحی لا تکتمل، بل تکون ناقصة تماما کالمنضدة ذات الثلاث أرجل.
و فی منتصف القرن الثالث ظهر مذهب the sabellians، و هو فضلا عن ذلک قد أنشی بایعاز من الکنیسة، و هذه الطائفة لم تتقبل فکرة ألوهیة المسیح- بخصوصه کرجل- لکن هذه الطائفة تؤمن أن القوة العلیا آتیة من الله الآب المتحد بنفسه مع یسوع الانسان الذی صنعه.
و هذه العقیدة القویة اهتم بها «جیبون gibbon» کمذهب انکار التثلیث، و کانت سببا فی اضطراب خطیر فی الکنیسة المسیحیة، لتتقدم بتصریح من «أوریجین» فی وقت مبکر من القرن الرابع، و هذه العقیدة- التثلیث- تتألف من ثلاثة أقانیم متمیزة فی الثالثوث المسیحی.
و عقیدة التثلیث tritheism، أو الایمان بثلاثة آلهة کانت فقط تحویرا من الوثنیة القدیمة، و هی موافقة لشخصیة الذین تبنوا مصطلح دستور الایمان المسیحی.
والاشراک polytheism أو (الاعتقاد بتعدد الآلهة) کان ملقنا من طبیعتهم، و التثلیث کان متضمنا ما بین تعالیم یسوع teachings of jesos، و العبادة القدیمة لعدد من الآلهة، و بما أن الوقت قد فات فقد أصبح القول بثلاثة آلهة فی واحد متشربا من عقیدة التثلیث، و لم یستطع المسیحیون الادعاء أن الثالوث کان عقیدة مسیحیة مقصورة علیهم لأنها من عمل الرب لتابعی یسوع وحده.
و اننا نجد هذه العقیدة فی مصر القدیمة، الآب، و الابن، و الروح القدس، و کانوا کالآتی أوزوریس osiris، و حورس horus الذین عبدهم المصریون القدماء منذ وقت طویل و قبل حلول الدیانة المسیحیة، و لم یکن سرا بالمثل فی الدیانة الفارسیة القدیمة کون (میثرا mithra) (اله الشمس أو النور عند الفرس) الأقنوم الثانی فی الثالوث، أیضا فی الدیانة الهندوسیة فی الهند.
أما الثلاثة أقانیم الذین یمثلون الثالوث الهندی فهم: براهما brahma، و فشنو vishnu، و سیفا siva.
و کل من الدیانة الهندوسیة و الفارسیة فی سالف العصر کانتا کالدیانة المسیحیة هذه الأیام، یؤمنون بالاله المخلص saviour- good الذی یموت لیخلص مؤمنیه من خطایاهم.
و الشخص الذی بدأ الزعم بالثالثوث المسیحی و التجسد کان القدیس باسیل (279- 329(.
و أول من وظف کلمة التثلیث و الثالوث هو ثیوفیلوس أسقف أنطاکیة.
و کلمة التثلیث تعنی مجموعة أو توحد أو اتحاد ثلاثة اشخاص Individuals ذاتیة، أو حالة لثلاثة، أو ثلاثة أفراد، و فی لغات المسیحیین المتعددة فان الثالوث یعنی اتحاد ثلاثة أشخاص للألوهیة، الاله الآب، الاله الابن، الاله الروح القدس، و هؤلاء الثلاثة کانوا أقانیم متمایزة و لکنهم لیسوا واحدا.
و فی الطبیعة أو العنصر فان کل الثلاثة تکون واحدا، و هؤلاء الثلاثة متساوون فی اتحاد المادة و الجوهر، و هکذا کانوا لأنهم قد خلقوا من نفس المادة، والواحد کان فی کل الثلاثة، و الثلاثة کانوا فی الواحد.
و اننی لا أفهم هذا المنطق، و أنت أیها القاریء أعتقد أنک لا تستطیع أن تفهمه أیضا.
بل ان أصدقاءنا المسیحیین أنفسهم لم یفهموا هذا المنطق، لکنهم أصروا علی ذلک بقولهم: اذا کنت معتقدا و مصدقا فی الثالوث المقدس فسوف تکون مخلصا.
و التثلیث هو سر مقدس- انه سر الاسرار، و اذا حیرتک عقیدة الفداء أو الکفارة فان الذی یزعجک أکثر هو عقیدة التثلیث.
و حاول بنشاط و اجتهاد، و بضمیر حی و عناء شدید- اذا استطعت- أن تحل هذا اللغز الریاضی ببساطة، فکل جداول الضرب Multiplication tables التی تعلمناها فی المدرسة تثبت و تبرهن أنها عدیمة النفع usless عندما تعمل علی تفسیر الثالوث.
ولکن فی کل القواعد الریاضیة فان ثلاثة أرقام – واحد تساوی ثلاثة هکذا (3 × 1=3(.
و لکن فی علم الریاضیات المسیحی فان ثلاثة أرقام – واحد تساوی واحد هکذا (3× 1=1(.
و بالطبع لن تستطیع أبدا تفسیر ذلک اللغز الریاضی لأنه لغز.
و نحن قد أخبرنا بواسطة القساوسة أن لا نستعمل الأسباب فی محاولة لفهم هذه العقائد لأنها نابعة من الکنیسة، فهل کان لحادثة الصلب أهمیة؟
و ایماننا بهذه العقائد یجعلنا جهلاء، غیر متفهمین کلیة! و کل هذه الأسئلة معتقد فیها ولو بسلامة النیة لنفهم- المسیحیة- و الحکم علیهم بأزلیه عذاب جهنم.
و اذا کنت أنا غیر متفهم لهذه العقیدة فلیس لهذا أهمیة، و کذلک أنت عزیزی القاریء اذا لم تکن متفهمها أیضا فانه لن یکون لهذا أهمیة؛ لأنک سوف تکون رجلا علمانیا Layman- لست من رجال الدین المسیحی.
و لکن ماذا بشأن المتضلعین فی العلم من أساتذة اللاهوت المسیحیین، الذین کان ینبغی علیهم أن یعرفوا أفضل من هذا بدون زخرفة الکلمات، و بدون اخفاقهم الشامل لفهمهم للغز الثالوث الغامض؟
هب أن شحصا سلیم القوی العقلیة قد أخبر شخصا آخر أن هناک شیئا مخیفا و مخالفا للواقع و هو شیء مرعب و لا یقبله العقل illogical، و هذا الشیء لا یصح ذکره، و هو أیضا مدعاة للسخریة بشأن عقیدة التثلیث، ولو أن هؤلاء هم الذین أقروا و اعترفوا «بفهم عقیدة التثلیث» و بشروا بها فهل أنت عزیزی القاریء فهمت کل هذا؟
فکیف استطاعواهم- أی المسیحیین- أن یفهموها دوما، و لأجل هذا لم یکونوا معلنین عن عقیدتهم هذه و هذه نظریا.
و من العقلاء اللاهوتیین المسیحیین «اثناسیوس» (1) العظیم و کان لدیه اعترافا أنه فی أی وقت مرغم للاجابة عن أسئلة الثالوث.
ان مجهوده الشاق و العدیم النفع قد ارتد علیهم بأنفسهم، و کان یفکر أکثر من اللازم، و قد کتب الکثیر من الرسائل، و کان واضحا فی تفکیره و الاقتباس الوحید لعقیدة التثلیث فی الکتاب المقدس تجده واضحا جلیا فی رسالة یوحنا الأولی (5: 7(.
»فإن الذین یشهدون فی السماء هم ثلاثة الآب و الکلمة (2) و الروح القدس و هؤلاءالثلاثة هم واحد) (ایو 5: 7(.
و هذا الاقتباس السابق لم یوجد فی أیة مخطوطة یونانیة قدیمة؛ لأن عقیدة التثلیث لم تکن جزءا من تعالیم الکنیسة الی أن ألفت هذه العقیدة و دخلت المسیحیة خلال مجمع نیقیة، و من ثم فقد حذف هذا النص تماما من النسخة القیاسیة المنقحة و المعروفة بـ R.s.v لعام 1881.
و فی النسخة القیاسیة المنقحة للعهد الجدید لم یوجد أی اقتباس لعقیدة التثلیث، و الکنیسة لم یکن لدیها سلطة ولو صغیرة للادعاء أن یسوع المسیح جزء من الرب، و هم قالوا بذلک أیضأ أنه متحد بالروح مکملا الها واحدا.
و زعماء الکنیسة الأذکیاء الیوم یعرفون ذلک علی الرغم من هذه الحقیقة فأنهم لم یکن لدیهم برهان دقیق لاثبات الوعظ و التبشیر بهذه العقیدة، و هم یداومون الأحد تلو الأحد لخداع عوام الناس و جعلهم یفکرون أنهم فی سلطة الهیة بهذا التصریح.
و اذا کان شیوخ الکنیسة قد استمسکوا بأیة وجهة لادراک الحقیقة، فإنهم سوف یعرفون معرفة کاملة لهذه العقیدة الأساسیة للمسیحیة التی کل أسلوب (3).
ترکیبها کان خرافة soperstition، و علی الرغم من هذا لم یکن لدیهم عذر مقبول و ینبغی علیهم معرفة أن عقیدة التثلیث هی اعتقاد قدیم، و أن المتتبع لها یجد أنها منذ آلاف السنین جاءت من الظلام و الماضی المبهم.
و بالنسبة للعقل المنطقی، فإن عقیدة التثلیث کانت إهانة و سبا للرب، و أنها نوع من الکفر، و أن الرب لن یغفره أبدا، و عقیدة التثلیث کانت بقیة من الآثار القدیمة الوثنیة فی العصور السحیقة.
و یسوع المسیح کان یبشر بالتوحید الصافی غیر المزیف، و إن بساطته و دینه الذی کان یبشر به أصبحا ملوثین بواسة تابعیه الذین ضموا حددا کبیرا من الرومان و الیونانیین و المصریین و أساطیر وثنیة أخری.
و فی أسطر من الکتاب المقدس سوف نقرأ کیف أکد یسوع بشدة علی الوحدانیة، وحدانیة الله Oneness.
و بالطبع فإن وحدانیة الله کانت معتقدا بسیطا جدا لآباء الکنیسة الأولین الذین قرروا دستور الایمان المسیحی فی نیقیة، و بواسطة هذا المجمع قد جزءوا الواحد الی ثلاثة.
و هکذا فإن هذه القضایا الموقدة المشوشة لکل انسان أزعجت و بلبلت أجیالا بعد أجیال للمسیحیین، و الروح القدس الذی کان حلقة الوصول «connecting link» کان الأقنوم الثالوث فی الثالث المقدس، فماذا بالضبط کانت وظیفته؟
و إذا کان الرب یسوع و الروح القدس واحدا مع أنهم ثلاثة، فأین هی وظیفة الأخیر عندئذ و الاثنین الآخرین؟
و هؤلاء الثلاثة الکائنون معینون لأنفسهم بالتکلیف بعمل مختلف، و هم یعملون مثلهم إجمالا کواحد أو کالثلاثة کل علی حدة، کل أقنوم فی منطقته الخاصة.
و اننی خائف أن هذه الاسئلة لن توجد لها اجابات، و ینبغی علیهم أن یستمر السر الی الأبد.
1) ولد «اثناسیوس» الرسول بالاسکندریة عام 296 م من والدین مصریین و التحق فی شبابه بالمدرسة اللاهوتیة واحتضنه البابا الکسندروس، واعتنی بتهذیبه و تثقیفه فنال حظا وافرا من العلوم اللاهوتیة، و کتب رسالة ضد الوثنیین و هو فی الثانیة و العشرین من عمره، فرسمه البابا شماسا ثم رئیسا لشماسة الکرسی البطریرکی، واتخذه مساعدا له، و فی عام 325 أخذه معه الی مجمع نیقیة فلعب دورأ هاما واظهر قررأ عظیما من الفصاحة و قوة العارضة فی دحض آراء أریوس و توفی فی السابعة و السبعین من عمره عام 373 م.انظر: (1) موسوعة تاریخ الأقباط- زکی شنوده ج 1 ص 134.(2) موسوعة أسد رستم- کنیسة مدینة الله أنطاکیة العظمی ج 1.(3) تاریخ الکنیسة- یوسابیوس القصیری. (المترجم(.(1) هذه الآیة و غیرها الکثیر من الآیات المنتقاة من الآیات المقحمة فی رسالة یوحنا الأول فلنر ما لدینا من ترجمات عربیة و أجنبیة (المترجم(.
2) أ التراجم العربیة:(1) نسخة العهد الجدید (للکاثولیک) مطبعة الکاثولیک 1986، جاء فی التعلیق علی هذه العبارة: لم یرد ذلک فی الأصول الیونانیة المعول علیها، و الأرجع أنه شرح أدخل الی المتن فی بعض النسخ ص 943.(2) ترجمة (البرو تستانت) ذات الشواهد عام 1989 تورد النص هکذا: «فان الذین یشهدون (فی السماء) هم ثلاثة (الآب و الکلمة و الروح القدس) و هؤلاء الثلاثة هم واحد…» و معلوم أن القوسان توضع بینهما الألفاظ التی لیست من أرکان هذا الکلام کالجمل المعترضة، و معنی هذا أن ما بین القوسین لیس من النص الأصلی.ب- التراجم الأجنبیة:1- Atoday, is English versionأوردت النص هکذا:There ate three witnesses- the spirit, the water, and the blood2- the new scofield study bible.مرجع «سکوفیلد للکتاب المقدس» و الذی حرره و وضع حواشیه و تعلیقاته ثمانیة من أکبر علماء اللاهوت، جاء فی التعلیق علی الفقرة السابقة:(5-7(It is Generally agreed that this velse no ms. authority and been inserted.
3) و معنی الجملة(: اتفق العلماء أن هذه الأیة غالبا لم ترد فی المخطوطة الیونانیة الأصلیة بحجة أنها أقحمت فی النص الأصلی.(3) Inter national greek english.الترجمة الیونانیة الانجلیزیة المنقحة السماء جاء النص هکذا:and the spirit is the witness, becouse the spirit is the truth.و معنی النص: «و الذی یشهد هو الروح القدس لأن الروح القدس هو الحق«.نسخة لوی سیجو الفرنسیة جاءت هکذا:(4) la saint bible»carilyen atrois qui tendent lemoignag…«فأمامک أخی القاریء نسختان عربیتان و أربع نسخ أجنبیة لیس فیهم کاتب عربی واحد مسلم، و کلهم أجمعوا أن أساس المسیحیة، و هو التثلیث لیس له أساس من الصحة و هو إقحام فی النص الأصلی و دس فیه لمصلحة لا هوتیین معینیین.ملحوظة: علی قاریء هذه النوعیة من الأبحاث أو الکتب أن یقتنی الکتاب المقدس، و یبعده عن أولاده لعدم الاطلاع فیه و لکن لثقافته هو و معرفة المزید، و هو یباع بدار الشقافة أو دار الکتاب المقدس و الأفضل بدار المعارف.والله من وراء القصد.