قالوا: قال متی: «قام المسیح من الموتی مساء یوم السبت» و خالفه أصحابه فقالوا: «ما قام إلا صبیحة یوم الأحد بغلس» و ذلک مما یخرم الثقة بأصل الخبر. و سأوضح ذلک إن شاء الله إذ انتهیت إلی بابه.
و فی خبر قیامة المسیح ما هو أنکر من هذا. و هو أن متی یقول: «إن الیهود
سألوا المسیح أن یریهم آیة. فقال: إن یونس أقام فی بطن الحوت ثلاثة أیام وثلاث لیال. و کذلک ابن الإنسان یکون فی بطن الأرض و قلبها ثلاثة أیام و ثلاث لیال مثلما أقام یونس (1) ثم لم یصححوا هذا الخبر. إذ رووا کلهم أنه صلب فی الساعة التاسعة من یوم الجمعة (2)، ثم أنزل و دفن مساء من یومه. فمنهم من زعم أنه قام یوم السبت مساء، و منهم من قال: قام صبیحة الأحد مغلسا. فإذا لم یقم فی بطن الأرض سوی یوم واحد و لیلة أو لیلتین. علی الروایة الأخری.
والنصاری قد یقرءون هذا الفصل فی کل سنة فی آخر سبت فی الصوم. و هو السبت الذی یکون فی صبیحته الفطیر، فیقرأ القاریء الفصل المذکور ثلاث مرات و هو یقول: «الآن و فی هذا الوقت قام المسیح من بین الموتی» و هذا کما نری نقل مضطرب. علی أنا لو أضفنا لهم یوم الصلب و هو یوم الجمعة أیضا؛ لم یحصل الوفاء بالثلاثة الأیام والثلاث اللیالی. و من لم یکن عنده من اللب ما یعرف به هذا الخطأ مع وضوحه؛ لم یتعجب من قبوله لکل مستحیل.
1) متی 12: 39 – 40.
2) فی إنجیل متی:»و نحو الساعة التاسعة صرخ یسرع بصوت عظیم قائلا: إیلی. إیلی. لم شبقتنی. أی إلهی إلهی لماذا ترکتنی؟… و أسلم الروح» (متی 27: 46 +) و فی إنجیل یوحنا: «و فی أول الأسبوع جاءت مریم المجدلیة إلی القبر والظلام باق» (یو 20: 1) والمراد بالساعة التاسعة من بدء النهار.