بسم الله الرحمن الرحیم
الحمد لله رب العالمین، الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذی لم یلد و لم یولد و لم یکن له کفوا أحد، المنزه عن الصاحبة و الولد، لا إله إلا هو وحده لاشریک له، تقدست عن الأشباه ذاته، وتنزهت عن مشابهة الأمثال صفاته، و شهدت بربوبیته آیاته، و دلت علی وحدانیته مصنوعاته، المتقدس فی کمال وصفه عن الشبیه و النظیر، المنزه فی کمال ذاته عن التمثیل و التصویر، لیس کمثله شیء و هو السمیع البصیر.
و الصلاة و السلام علی سیدنا محمد أظهر الأنبیاء حجة، و أبینهم برهانا، و أرجحهم فی العلم و الفضل میزانا، و أصدقهم لهجة و أکثرهم بیانا.
فهو صلی الله علیه و سلم رسول التوحید الخالص إلی جمیع الشعوب و الأمم، المنزل علیه القرآن الکریم من لدن عزیز حکیم، فدعا الناس إلی توحید الله سبحانه، هذا التوحید الذی جاءت به الکتب السماویة المقدسة، المنزلة علی من سبقه من الأنبیاء و المرسلین، فصحح بالإسلام و عقیدته السلیمة ما أصاب تلک العقائد السابقة من انحراف و تبدیل و مسخ و تغییر.
قال تعالی:
(قل یا أهل الکتاب تعالوا إلی کلمة سواء بیننا و بینکم ألا نعبد إلا الله و لا نشرک به شیئاً، و لا یتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله، فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون((1).
و قال تعالی:
(قل یا أیها الناس إنی رسول الله إلیکم جمیعا الذی له ملک السموات و الأرض لا إله إلا هو یحیی و یمیت، فآمنوا بالله و رسوله النبی الأمی الذی یؤمن بالله و کلماته و اتبعوه لعلکم تهدون) (2).
صدق الله العلی العظیم
المستشار:محمد عزت إسماعیل الطهطاوی
1) سورة آل عمران 64.
2) سورة الأعراف 158.