قال تعالی: (أفلا ینظرون إلی الإبل کیف خلقت (17) و إلی السماء کیف رفعت (18) و إلی الجبال کیف نصبت (19) و إلی الأرض کیف سطحت (20) فذکر إنما أنت مذکر (21) لست علیهم بمصیطرٍ (22) [الغاشیة]
الإعجاز العلمی: إن أول ما یلفت الأنظار فی الإبل الشکل الخارجی الذی لا یخلو تکوینه من الآیات البیانات التی تأخذ بالألباب:
أذنا الإبل: فالأذنان صغیرتان قلیلتا البروز، فضلا عن أن الشعر یغطیها من کل جانب لیقیها من الرمال التی تحملها الریاح، و کما أن لها القدرة علی الانثناء خلفا و الالتصاق بالرأس إذا ما هبت العواصف الرملیة.
منخرا الإبل: کذلک المنخران یتخذان شکل شقین ضیقین محاطین بالشعر و حافتهما لحمیة مما یسمع للجمل أن یغلقهما لمن أمام ما تحمله الریاح إلی رئتیه من دقائق الرمال.
عینا الإبل: إن لعینی الجمل روموش ذات طبقتین مثل الفخ بحیث تدخل الواحدة بالأخری و بهذا فأنها تستطیع أن تحمی عینها و تمنع دخول الرمال إلیه
ذیل الإبل: و ذیل الجمل یحمل کذلک علی جانبیه شعرا یحمی الأجزاء الخلفیة من حبات الرمل التی تثیرها الریاح و التی کأنها وابل من طلقات الرصاص.
قوائم الإبل: أما قوائم الجمل فهی طویلة لترفع جسمه عن کثیر مما یثور تحته من غبار، کما أنها تساعده علی اتساع الخطو و خفة الحرکة، و تتحصن أقدام الجمل بخف یغلفه جلد قوی غلیظ یضم و سادة عریضة لینة تتسع عندما یدوس الجمل بها فوق الأرض، و من ثم یستطیع السیر فوق أکثر الرمل نعومة، و هو ما یصعب علی أیة دابة سواه و یجعله جدیرا بلقب «سفینة الصحراء….
عنق الإبل: لقد خلق الله سبحانه و تعالی الإبل ذوات أعناق مرتفعة حتی تتمکن من تنأول طعامها من نبات الأرض، کما أنها تستطیع قضم أوراق الأشجار المرتفعة حین مصادفتها، هذا فضلا عن أن هذا العنق الطویل یزید الرأس ارتفاعا عن الأقذاء و یساعد الجمل علی النهوض بالأثقال.
معذة الإبل: و أما معدة الإبل فهی ذات أربعة أوجه و جهازه الهضمی قوی بحیث یستطیع أن هضم أی شیء بجانب الغذاء کالمطاط مثلا فی الامکان الجافة. إن الإبل لاتتنفس من فمها و لا تلهث أبدا مهما اشتد الحر أو استبد بها العطش، و هی بذلک تتجنب تبخر الماء من هذا السبیل….
تنظیم جسم الإبل للحرارة: یمتاز الجمل بأنه لایفرز إلا مقدارا ضئیلا من العرق عند الضرورة القصوی بفضل قدرة جسمه علی التکیف مع المعیشة فی ظروف الصحراء التی تتغیر فیها درجة الحارة بین اللیل و النهار. إن جسم الجمل مغطی بشعر کثیف و هذا الشعر یقوم بعزل الحرارة و یمنعها من الوصل إلی الجلد
تحتها، و یستطیع جهاز ضبط الحرارة فی جسم الجمل أن یجعل مدی تفأوت الحرارة نحو سبع درجات کاملة دون ضرر، أی بین 34 و 41 م، و لا یضطر الجمل إلی العرق إلا إذا تجاوزت حرارة جسمه 41 م و یکون هذا فی فترة قصیرة من النهار أما فی المساء فإن الجمل یتخلص من الحرارة التی اختزنها عن طریق الإشعاع إلی هواء اللیل البارد دون أن یفقد قطرة ماء، و هذه الآلیة وحدها توفر للجمل خمسة لترات کاملة من الماء، و لا یفوتنا أن نقارن بین هذه الخاصة التی یمتاز بها الجمل و بین نظیرتها عند جسم الإنسان الذی ثبتت درجة حرارة جسمه العادیة عند حوالی 37 م، و إذا انخفضت أو ارتفعت یکون هذا نذیر مرض ینبغی أن یتدارک بالعلاج السریع، و ربما توفی الإنسان إذا وصلت حرارة جسمه إلی القیمتین اللتین تتراوح بینهما درجة حرارة جسم الجمل (34م41م(.
إنتاج الإبل للماء: یقوم الجمل بإنتاج الماء و الذی یساعده علی تحمل الجوع و العطش و ذلک من الشحوم الموجودة فی سنامه بطریقة کیماویة یعجز الإنسان عن مضاهاتها.
و یوجد الکثیر من صفات الإبل الخارقة عن الإنسان و جمیع الخلائق!!!!