جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

معجزة علمیة الزوجیة فی النباتات

زمان مطالعه: 3 دقیقه

مد سبحانه و تعالی الأرض و جعل فیها الرواسی و الأنهار و خلق من النبات زوجین و کل هذه آیات من آیات الله البالغة…..

و من أبلغ قدرات الله أن تجد التربة واحدة و الماء واحد و الثمار مختلفة الطعم و اللون، و الرائحة. قال تعالی: (و هو الذی مد الأرض و جعل فیها رواسی و أنهارا و من کل الثمرات جعل زوجین اثنین یغشی اللیل النهار إن فی ذلک لآیات لقوم یتفکرون. و فی الأرض قطع متجأورات و جنات من أعناب و زروع و نخیل صنوان و غیر صنوان یسقی بماء واحد و نفضل بعضها علی بعض فی الأکل إن فی ذلک لآیات لقوم یعقلون) [سورة الرعد الآیات:3، 4].

یشیر القرآن الکریم إلی حقیقة علمیة لم یعلمها العالم إلا حدیثا فقد ثبت حدیثا أنه لا یتفق نباتان من نوع واحد فی صفاتهما کل الاتفاق و إن أعضاء التأنیث و التذکیر لم تعرف علی وجه القطع و الیقین أی مؤخرا و لأول مرة تم تقسم النباتات بالاستعانة بعدد الأسدیة و کان ذلک بعد عام 1729م.

إن الله جعل من کل الثمرات زوجین اثنین – ولولا الزوجان الاثنان ما کان هناک إخصاب و لاثمار، فالأصل فی الإثمار هو وجود الزوجین، و من النبات من یحمل أعضاء التذکیر علی نبات مذکر و أعضاء التأنیث علی نبات مؤنث و تسمی) النباتات ثنائیة المسکن) و ذلک مثل النخل. و من النبات من یحمل کلا من أعضاء التذکیر و التأثیث علی نفس النبات (أحادی مسکن) کالصنوبر. و وجود الأعضاء المذکرة مع المؤنثة یجعل التکاثر هنا بین النبات و نفسه و هذا یتسبب فی إضعاف النوع و عزل الصفات الوراثیة السیئة و تجمعها فی نبات

واحد، و هنا تجد عجبا و إعجازا فنبات الصنوبر یحمل حبوب اللقاح فی مخاریط مذکره، و البویضات توجد فی مخاریط مؤنثة، و حتی یکون هنا تلقیح خلطی و لا یحدث إخصاب ذاتی من نفس الشجرة، نجد أن المخاریط المؤنثة توجد فی أعلی الشجرة، و المخاریط المذکرة أسفل منها حتی إذا خرجت حبوب اللقاح و حملها الهواء و جذبتها الجاذبیة الأرضیة فإنها لاتسقط علی المخاریط المؤنثة لنفس الشجرة و یحملها الهواء إلی شجرة مجأورة و هکذا تکون هناک فرصة کبیرة للتلقیح الخلطی بالهواء بین شجرة و أخری، و لو کان الوضع معکوسا بحیث تکون المخاریط المؤنثة أسفل و المذکرة أعلی لسقطت حبوب اللقاح من المخاریط المذکرة علی البویضات لنفس الشجرة و کانت نسبة التلقیح الخلطی قلیلة، فتضعف الصفات الوراثیة للنوع و الجنس، و کأن هذه الشجرة تطبق القاعدة الشرعیة الإسلامیة التی تقول تباعدوا تصحوا و تخیروا لنطفکم فإن العرق دساس هل یصبح هناک أدنی شک بأن المبدع و الخالق بصیر علیم خبیر. و هناک بعض النباتات مثل الذرة تحمل أعضاء التذکیر مع أعضاء التأنیث فی نفس الزهرة (خنثی) و حتی تکون هناک فرصة للتلقیح الخلطی نجد عجبا أن أعضاء التذکیر أقصر من أعضاء التأنیث لنفس السبب السابق أو نجد أن وقت إنضاج الأعضاء المؤنثة یختلف عن وقت نضوج الأعضاء المذکرة. إنضاج

هل رأیتم عظمة مثل هذه العظمة تباعد زمنی یعطی فرصة للتلقیح الخلطی و حفظ النوع؟ هل رأیتم قدرة مثل هذه القدرة؟.

تنتقل الآیات بنا إلی علم البیئة النباتیة فتقرر أن فی الأرض قطعا متجأورات و جنات و زورعا کلها تروی بماء واحد هذه تخرج زروعها طیبا و أخری نکدة سبخة لاتخرج إلا الخبث، فالتربة أحیانا تکون واحدة و النبات واحد و العناصر الغذائیة واحدة و الظروف الخارجیة (ضوء – حرارة – أوکسجین – ریاح – رطوبة) کلها واحدة ولکن هذا طعمه مقبول محبب للنفس و ذاک ممقوت تعافه النفس و الآن یمکن بعملیة التطعیم أن تحمل شجرة واحدة بأصل واحد تحمل برتقالا حلو الطعم و نارنج ممقوت الطعم فالشجرة واحدة، و الماء واحد و ممرات الغذاء و مساراتها واحدة، و هذا برتقال، و ذاک نارنج، و آخر لیمون، ألیست هذه من قدرة الله الذی قال لنا إن فی ذلک لآیات لقوم یعقلون…

المصدر: الإعجاز النباتی فی القرآن الکریم د. نظمی خلیل أبو العطا…