جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

مخلوق مملوک لله الواحد

زمان مطالعه: 2 دقیقه

کما جاء بالنص علی لسان یوحنا العمدان – یحیی بن زکریا- أنه وصف المسیح بأنه «حمل الله» (1) أی خروف الله.

وفی هذا النص ثلاثة أرکان: اثنان ظاهران والثالث خفی:

الأول: الحمل- الخروف- ولا جدال فی أنه مخلوق، وهذا ظاهر.

الثانی: الله. ولا مشاحة فی أنه الخالق لکل شئ. وهذا أشد ظهورا.

الثالث: النسبة التی یظهر معناها ولا یخفی (وإن خفی لفظها) بین الله، والحمل فقد أضیف الحمل إلی الله. وهذه الإضافة تعنی الخلق لأن الحمل مخلوق ولا خالق إلا الله، وتعنی الملک أی أن الخروف مملوک والله هو المالک.

والفارق واضح وجلی بین المخلوق المملوک، والخالق المالک.

ومما یلفت النظر فی شهادة المعمدان هذه فی المکان الذی أشرنا إلیه قوله: «هذا هو الذی یأتی بعدی رجل…….. لم أکن أعرفه» فهل کان هو الله ولم یعرف المعمدان ربه وإلهه؟! ومن کان المعمدان إنه علی حد تعبیر المسیح عنه: «أفضل من نبی (2).

و»لیس نبی أفضل من یوحنا المعمدان» (3). وذلک بحسب نص المؤلف لوقا. ومن العجب أن تخفی حقیقة المسیح علی مثل المعمدان ومن دونه من مؤلفی الأناجیل، ولا تظهر إلا علی ید یوحنا الشیخ المؤلف للإنجیل اللاهوتی استجابة لرغبة أهل أفسس.

ومما جاء أیضا أن الله الذی أرسل المعمدان أعطاه علامة یتعرف بها علی المیسح أنه یری الروح القدس نازلا مثل حمامة من السماء لیستقر علیه: «وشهد یوحنا قائلا إنی قد رأیت الروح نازلا مثل حمامة من السماء فاستقر علیه، وأنا لم أکن أعرفه. لکن الذی أرسلنی لأعمد بالماء ذلک قال لی الذی تری الروح نازلا ومتسقرا علیه فهذا هو الذی یعمد بالروح القدس» (4).

فهذا المسیح کما وصفه المعمدان حمل الله، رجل.

فهل بعد هذا النص یقبل من المؤلهین أن یعبدوا رجلا یوصف بأنه خروف الله. وشتان ما بین الخروف وصاحبه؟!

وهل ضلت العقول عن کل معقول حتی تعبد ثلاثة أحدهم رجل والثانی حمامة والثالث فی السماء وفی الأرض فی أن واحد، وجمیع ذلک ذات واحدة؟!. إن الرجل إنسان، والحمامة طائر، والله سبحانه هو الخالق المتعال. مع ذلک یقولون بوحدة الثالوث فی الذات والجوهر.

وإذا أراد الله فتنة معشر

وأضلهم رأو القبیح جمیلا

وکما أن الخروف غیر خالقه، کذلک من واقع شهادة یوحنا الذی ارسله هو الله الذی یعرفه یوحنا غیر المسیح الرجل- الخروف علی تعبیر النص- الذی لم یکن المعمدان یعرفه، ولم یعرفه إلا بالحمامة. وقد وصف المعمدان المسیح بهذا الوصف «حمل الله» مرة أخری فی هذا النص (5)، وقد وصف المسیح نفسه بأنه «خبزالله» (6). والمغایرة واضحة.


1) [1: 9].

2) [لوقا 7: 26].

3) [لوقا 7: 28].

4) [1: 32، 33].

5) [1: 36].

6) [6: 33].