قال المسیح: «یشبه ملکوت الله عشر عذاری أخذن مصابیحهن و خرجن للقاء العروس، خمس منهم جاهلات و خمس حکیمات. فأما الجاهلات؛ فأخذن مصابیحهن و لم یعددن زیتا. أما الحکیمات؛ فأعددن الزیت مع مصابیحهن. فلما أبطأ العروس نعسن و نمن أجمع. وانتصف اللیل و صرخ الصوت: قد جاء العروس
فاخرجن للقائه. فقام الحکیمات و زیتن مصابیحهن. فقال الجاهلات للحکیمات: أعطونا من زیتکن؛ فإن مصابیحنا قد طفئت. فقلن: لیس معنا ما یکفینا و إیاکن فاذهبن وابتعن لکن زیتا. فلما ذهبن لذلک جاء العروس و دخل مع المستعدات إلی العرس و أغلق الباب. و جاء الجاهلات فقلن: یا رب یا رب. فقال: الحق أقول لکن: إنی لست أعرفکن. ثم قال لتلامیذه: اسهروا الآن وصلوا؛ فإنکم لا تعرفون ذلک الیوم و لا تلک الساعة» (1).
قلت: قال ربنا جل اسمه (یَوْمَ یَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقَاتُ لِلَّذِینَ آمَنُوا انظُروُنَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِکُمْ قِیلَ ارْجِعُوا وَرَاءَکُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَیْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنَهُ فِیهِ الرَّحْمَهٌ وَ ظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ. یُنَادُونَهُمْ ألَمْ نَکُن مَّعَکُمْ قَالُوا بَلَی وَ لَکِنَّکُمْ فَتَنْتُمْ أنفُسَکُمْ تَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَ غَرَّتْکُمُ الأمَانِیُّ حَتَّی جَاءَ أمْرُ اللهِ وَ غَرَّکُم بِاللهِ الْغَرُورُ(.
انظر -رحمک الله- إلی هذا الکلام الرفیع القدر، الطیب النشر، الحسن البشر، و قسه بفصل العذاری العشر؛ لتعلم قدر ما أوتیت الأمة المحمدیة، و تقف علی سر قوله علیه السلام: «لقد جئتکم بها بیضاء نقیة» (2).
1) النص فی الأصحاح الخامس والعشرین من إنجیل متی. و هو لیس فی الغرض الذی قال المؤلف. و إنما هو نص فی مجیء محمد صلی الله علیه و آله و سلم لیفتح بلاد فلسطین و یعلم فیها القرآن و یطرد الیهود منها. و هو مثل مبدوء «حینئذ یشبه ملکوت السموات» و فی نهایته: «فاسهروا إذا لأنکم لا تعرفون الیوم و لا الساعة التی یأتی فیها ابن الإنسان» یعنی بابن الإنسان محمد صلی الله علیه و آله و سلم.
2) أخرجه الإمام أحمد.