جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

روایة مؤلف یوحنا (1)

زمان مطالعه: 2 دقیقه

أن بطرس وتلمیذا آخر تبعاه وأن هذا التلمیذ الاخر کان معروفا عند رئیس الکهنه، حتی أنه دخل إلی دار رئیس الکهنه، وتوسط حتی أدخل بطری.

قال بالنص:

»وکان سمعان بطرس والتلمیذ الآخر یتبعان یسوع، وکان ذلک التلمیذ معروفا عند رئیس الکهنة فدخل مع یسوع إلی دار رئیس الکهنة. وأما یسوع فکان واقفا عند الباب خارجا، فخرج التلمیذ الآخر الذی کان معروفا عند رئیس الکهنة وکلم البوابة فأدخل بطرس» (1).

والخلاف بین الروایات الثلاثة واضح ظاهر فالأولی تقول إن بطرس تبعه ولم تشر إلی آخر والثانیة تقول بطرس وأن شابا آخر حاول ثم هرب حین أمسک و ترک ثوبه وأما روایة مؤلف یوحنا فقالت بأن الذی تبعه بطرس وتلمیذ آخر کان معروفا عند رئیس الکهنة وأن هذه المعرفة مکنته من الدخول بنفسه والاستئذان لإدخال بطرس من البوایة إلی الفناء حیث جلس مع الخدم.

والصنعة بادیة علی روایة مؤلف یوحنا لکی یکون لروایات المحاکمة التی تمت بالداخل مستند روائی فإن بطرس لم یبرح مکان جلوس الخدم بجوار البوابة باتفاق روایة مؤلفی الثلاثة.

ولاشک أن من حق العقل أن یتسائل من أی مصدر استقی تلامیذ المسیح تفاصیل ما حدث فی الداخل؟ فجاء مؤلف الإنجیل الرابع وهو المتأخر زمنا عن الثلاثة لیقول بالتلمیذ الآخر وأنه کان معروفا… إلخ لکی یسد هذه الثغرة، ومع ذلک فقد ازدادت الهوة اتساعا لأنه لم یحدد من هوهذا المعروف ولم یکن بین التلامیذ من تسمح له ظروفه بمثل هذه المعرفة ولذلک فإنه ما زال محل خلاف شدید واضطراب کبیر ولا زال اتفاق الثلاثة یقف حجر عثرة فی طریقه، ودلیلا صلبا علی خلافه، فلا هو بالذی ضیق الخرق بعمله ولا هو بالذی استراح وأرواح، وإنما کان بمثابة المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقی؛ فهو بهذا الادعاء یکذب الثلاثة عامدا لأنهم ألفوا أناجیلهم من قبله، ولم یستطع أن یثبت ذلک الوصول لهذا التلیذ. وقد اضطرب أتباعه اضطرابا شدیدا حتی قال بعضهم إنه: «نیقودیفوس» أو «یوسف الرامی» ورد هذا الرأی لأنهما لیسا من التلامیذ وقال بعض: إنه یهوذا الإسخریوطی الخائن ورد أیضا، و بعض الآراء أنه یوحنا بن زبدی وهو مردود، ولا یخترع رأی من ذلک وله مستند تاریخی وإنما هو افتراض وهمی إلا وینهض التاریخ ضده وکتب المفسرین والشراح ملیئة بالشواهد علی صدق ما نقول.


1) [18: 15- 17].