قال متی: «لما قرب أیشوع من أورشلیم أرسل اثنین من تلامیذه و قال: اذهبا إلی القریة التی أمامکما. فإنکما تجدان أتانا و جحشا لم یرکب. مربوطین. فحلاهما و أتیانی بهما، فإن قیل لکما شیء؛ فقولا: الرب یحتاج إلیهما. و هو یرسلها للوقت. فذهب التلمیذان و فعلا ذلک، و وضعا الثیاب علیهما، و رکب أیشوع و فرشت له الثیاب فی الطریق، و فرش آخرون أغصان الشجر، فلما دخل یسوع أورشلیم ارتجت له المدینة فقال الناس: هذا أیشوع النبی الذی من الناصرة الجلیل» (1).
و قال مرقس: «لما قرب أیشوع من أورشلیم أرسل من تلامیذه رجلین و قال: امضیا فإنکما تجدان جحشا مربوطا» و کذلک قال لوقا (2) فأما یوحنا فقال: «إن أیشوع وجد حمارا فرکبه» (3) و لم یذکر سوی ذلک.
فمتی یقول: أتانا و جحشا. و ذکر خطبة طویلة، و مرقس و لوقا لم یذکرا سوی الجحش لا غیر. و یوحنا لم یذکرهما ألبتة بل قال: إنه وجد حمارا فرکبه. و لم یذکر الثلاثة إرساله إلی أصحاب المرکوب واستئذانهم و فرش الثیاب و أغصان الشجر،
و دخول المدینة وارتجاجها لدخوله، و شهادة الناس له بأنه النبی الذی جاء من الناصرة. و ما أحسن ربا یفتقر إلی رکوب الحمیر، و إلها یغتذی بالخمر والخمیر. ما أخلق هذه المواضع من الإنجیل لیضحکوا الناس من دین النصرانیة، ثم تناقلها النصاری بالغفلة و حسن الظن، المانعین عن النظر فی مقابح الکلام.
1) متی 21: 1 +.
2) مرقس 11: 1 – 8 و لوقا 19: 33.
3) یوحنا 12: 14.