المجادلات المنطقیة، لیست قضیة شدیدة أو لا تدحض، و الأمثلة التشبیهیة مقتبسة لاثبات بطلان أیة عقیدة نادرة أو غریبة، و ربما کان هذا مقنعا جدا؛ لکن ایمان المسیحیین سوف یقال دائما ان کل هذه المجادلات البشریة لم تکن مقبولة معه.
لکن ماذا قال الکتاب المقدس نفسه؟ قال ان عقیدة الفداء تزییف بشری محض بدون ذکر له فی أی مخطوطات.
ان المسیحیین یصرون أننا أعداء المسیحییة، و أننا محرفون للکتاب المقدس، و مشوهون لصورته، و مخطئون فی نصوصه.
و المسیحیون الحقیقیون یقولون: سوف یظل الایمان و العقیدة الصحیحان و لا یجب أن تتحرک بوصة واحدة من طریق ایمانهم، و هم مقتنعون بهذا لأنهم مقتبسون هذا من الکتاب المقدس لکی یثبتوا العقیدة المسیحیة.
انه عقل مختوم سحری لا یقبل أی هواء طارج لأی سبب.
لکن… دعنا نقدم تفنیدا مخطوطا بوضوح، اذا قبلتها أو رفضتها فسوف یتوقف علی نوع الحماسة التی تفعلها، و ان أی تلفیق عقلی أو عنادا غیر صحیح أو اعتقاد غیر مقبول کان خطئا معترف به، والاصرار و التشدد هما اللاهوت الموحی به والأمر برمته متوقف علیک.
1- فی أخبار الأیام الثانی (7: 14) نقرأ النص الآتی: «فاذا تواضع شعبی الذین دعی اسمی علیهم وصلوا و طلبوا وجهی و رجعوا عن طرقهم الودیة فاننی أسمع من السماء و أغفر خطیتهم و أبریء أرضهم«.
و فی الاقتباس السابق وضع الرب أربعة شروط لغفران الخطایا، أعنی:
(أ) یجب علی البشر أن یکونوا متواضعین بأنفسهم قبل الرب.
(ب) لابد أن یصلوا.
(ج) لابد للبشر أن یطلبوا وجه الله.
(د) لابد أن یطردوا (یعزلوا) عن طرقهم الشرور.
و فی الاقتباس السابق أیضا نجد (انذارا) بأنه لکی نطلب غفرانه یجب علی المذنبین أن یؤمنوا أن یسوع أعطی و منح دمه، و أن أی شخص اذا لم یفعل هذا فانه سوف یلعن فی الهلاک الأبدی، و أن عقیدة الفداء هی تزییف واضح بواسطة الکتاب المقدس السابق.
2- عقیدة الفداء لم یبشر بها المسیح صراحة فی أی وقت، انه تلفیق کنائسی، و سوف نوضحه فی الاقتباس الآتی:
»و قال له یسوع ان أردت أن تکون کاملا فاذهب وبع أملاکک واعط الفقراء فیکون لک کنز فی السماء» (مت 19: 21(.
و من هذا الاقتباس نستدل علی أن الایمان بعقیدة الفداء لم یکن ضروریا أبدا للخلاص أو للحیاة الأبدیة. و اذا کان هذا فان یسوع لم یرد أن یتردد أن یخبر بأی معلوق.
»صدقونی بقلوبکم أننی أتی لکی أنظف ذنوبکم الکثیرة بدمی» (1).
و بالطبع فان یسوع لم یتفوه ببساطة بهذه الکلمات السابقة، و لم یضع عقیدة الفداء، التی هی فی عقیدتهم أعظم شرط للخلاص.
فلماذا لم یفعل؟ لماذا بدلا من أن یأمر تابعیه بأن یلاحظوا وصایاه کمعنی للخلاص؟ و قد قال أیضا فی متی (7: 13-14(:
»ادخلوا من الباب الضیق لأنه واسع الباب و رحب الطریق الذی یؤدی الی الهلاک. و کثیرون هم الذین یدخلون منه، ما أضیق الباب و أکرب الطریق الذی یؤدی الی الحیاة و قلیلون هم الذین یجدونه«.
و فی کلمات أخری تقودنا الی حیاة مستقیمة ترخص لنا جواز سفر الی مملکة السماء و فضلا عن ذلک، قال یسوع:
»فانی أقول لکم انکم ان لم یزد برکم علی الکتبة و الفریسیین لن تدخلوا ملکوت السموات» (مت 5: 20(.
عندئذ فان کلمات یسوع تثبت بوضوح أن الحیاة الفاضلة، المستقیمة، الأخلاقیة الصحیحة هی شرط لحصول الخلاص و لیس الایمان بالفداء.
و الحقیقة أن عقیدة الفداء تعلیمات یسوع الزائفة، و هی ضد توصیات الکتاب المقدس؛ لأنها عقیدة زائفة و من صنع الانسان و الایمان بها غیر لائق.
3- من اصحاح (12: 31- 32) من انجیل متی نتعلم أن هناک نوعین من الذنوب، و یوجد ذنوب تغفر و أخری لا تغفر.
»لذلک أقول لکم کل خطیة و تجدیف یغفر للناس و أما التجدیف علی الروح فلن یغفر للناس، و من قال کلمة علی ابن الانسان یغفر له و أما من قال علی الروح القدس فلن یغفر له لا فی هذا العالم و لا فی الآتی» (مت 12: 31- 32(.
و اذا کانت عقیدة الفداء عقیدة صحیحة، فعندئذ لم یتفوه بها یسوع بالکلمات السابقة، لأن الایمان بعقیدة الفداء کان معلنا لتمهید السبیل للصفح عن جمیع الذنوب المشابهة.
4- ان نبی الله قد سجل قوله هذا هکذا:
»لیترک الشریر طریقه و رجل الاثم أفکاره و لیتب الی الرب فیرحمه و الی الهنا لأنه یکثر الغفران» (اش 55: 7(.
و فی السطور السابقة قال نبی الله «أشعیاء» بوضوح. ان الأسلوب الذی یستطیع الانسان أن یحصل علیه للخلاص هو هجر طرق الشرور لکی ینبذ الأذی و الخبث و یرجع الی الرب.
و اذا فعل أی شخص هذا فالصفح و الرحمة للرب ستکون مؤکدة، و علاوة علی ذلک لا یوجد أی تنویه أن الانسان اذا آمن بعقیدة الفداء فسوف یتمتع بالرحمة و غفران الله.
و هذه المظاهر تظهر أن عقیدة الفداء زائفة.
5- یقول المسیحیون: ان الأناجیل الأربعة تحتوی علی کلمات حقیقیة لیسوع و هذه الحالة- عقیدة الفداء- عندئذ سوف تحملهم عبئا عظیما أکثر من کلمات أی نبی آخر من أنبیاء العهد القدیم.
ودعنا لنر الآن ماذا کانت کلمات یسوع فی هذا الصدد و هو (غفران الذنوب(؟
ففی الاصحاح السادس من انجیل متی، یعلم یسوع تلامیذه الصلاة بین أشیاء أخری مشار الیها فی الاقتباس الآتی:
»واغفر لنا ذنوبنا کما نغفر نحن للمذنبین الینا» (مت 6: 13(.
ان یسوع یعلم فی هذه الصلاة کیف یصفح تلامیذه عن الذنوب تجاه بعضهم کنتیجة لأن یغفر الله لنا ذنوبنا.
ان یسوع لم یعلم هذا لمغفرة الذنوب و انه ضروری، و ان الشخص یجب علیه الایمان بعقیدة الفداء و مصرح له انه شیء خاص بالفضیلة التی سوف
تقوده الی غفران الذنوب بواسطة الله القدیر، و ما هو الذی یتبع هذا القول، هو تکذیب لعقیدة الفداء، لأن یسوع قال:
»فانه ان غفرتم للناس زلاتهم یغفر لکم أیضا أبوکم السماوی، و ان لم تغفروا للناس زلاتهم لا یغفر لکم أبوکم أیضا زلاتکم» انظر (مت 6: 14- 15(.
و فی هذه الکلمات یشرح بوضوح أن الطریق لغفران ذنوبنا هو غفران ذنوب هؤلاء الذین یخطئون تجاهنا، لأن رحمتنا فی استطاعتها أن تجذب رحمة الله، فأین عقیدة الفداء عندئذ؟!
6- عندما بنی سلیمان هیکلا باسم الرب- رب اسرائیل- وقف خلف المذبح و بسط یده بقوه تجاه السماء بحضور شعب اسرائیل أثناء صلاة طویلة و قد قال:
»واسمع تضرع عبدک و شعبک اسرائیل الذین یصلون فی هذا الموضع واسمع أنت فی موضع سکناک فی السماء و اذا سمعت فاغفر و اذا أخطأ أحد الی صاحبه و وضع علیه حلفا لیحلفه و جاء الحلف أمام مذبحک فی هذا البیت…» (امل 8: 30- 32(.
و دعنا الآن لنر ماذا قال الرب الاله فی اجابة صلاة سلیمان؟ «و قال له الرب قد سمعت صلاتک و تضرعک الذی تضرعت به أمامی و قدست هذا البیت الذی بنیته لأجل وضع اسمی فیه الی الأبد…» (امل 9: 3- 5(.
و هذه الآیات تظهر لنا بوضوح أن الرب سمع و قبل صلوات عباده، و لکی تکون مستحقا لکرمه و احسانه یکون ضروریا الا تکون مؤمنا بعقیدة الفداء، و لکن تکون سائرا فی معیة الله فی استقامة و صلاح.
و اذا کانت عقیدة الفداء شرعیة و صحیحة، فعندئذ سوف یعلم الرب حقیقة سلیمان أنه صلی بتکرار لکی ینال المغفرة، و ذلک أنه عدد من الترتیبات الأخری للمغفرة بواسطة «ابنه المولود» أو ابنه المصلوب.
والابن الوحید کانت له علاقة بنفسه بکل ذنوب البشریة، و أنه سوف یکون مخلصهم.
لقد کان واضحا أن الرب لم یعلمنا بهذه الحقیقة بواسطة أی نبی فی الکتاب المقدس، لکن من المتناقض أنه أظهر لنا ماذا یجب أن نفعل لکی نصون غفرانه و صفحه الحقیقی للذنوب بالاستقلال عن عقیدة الفداء المسیحی.
7- عندما أخذ أبیمالک- ملک جیرار- زوجة ابراهیم (سارة) فان الرب ظهر له فی الحلم قائلا له:
»فالآن رد امرأة الرجل فانه نبی فیصلی لأجلک فتحیا، و ان کنت لست تردها فاعلم أنک موتا تموت أنت و کل من لک» (تک 20: 7(.
فی هذا المقطع قال الرب بوضوح: ان صلاة النبی تشفع لنا و تهبنا الحیاة و لیست عقیدة الفداء.
8- فضلا عن ذلک نجد فی سفر الخروج أدلة کتابیة ضد عقیدة الفداء المسیحیة.
ان بنی اسرائیل رأوا أن موسی تأخر فی هبوطه من الجبل، و صنعوا لأنفسهم عجلا جسدا ذهبیا و عبدوه، و هذا العمل قد أهاج غضب الرب، و قال الرب لموسی: «دعنی بمفردی فأنا قادر علی فنائهم«، و لکی ینقذ- موسی- شعبه من غضب الرب الذی هددهم عمل موسی شیئین:
1- سأل شعبه أن یقتلوا بأیدیهم مرتکبی الشر- صانعی العجل.
2- ذهب الی الرب قائلا: ان شعبی فعلوا ذنبا عظیما و صنعوا عجلا ذهبیا و لیس الآن اذا غفرت لهم ذنوبهم، و اذا لم تغفر لهم فسوف یلوثونی و أنا أصلی.
– من فضلک تذکر أن موسی عمل اقتراحین الی الرب لغفران ذنوب شعبه، و أحد هذه الذنوب قد صفح عنه، والآخر الذی استغفروه بأنفسهم.
»فدعا یعقوب اسم المکان فنیئیل- قائلا لأنی نظرت الله وجها لوجه و نجیب نفسی» (تک 32- 30(.
والاقتراح الثانی کان له مغزی خاص لنا، لأن کل العقائد الهامة لعقیدة الفداء تحت البحث.
اذن ما هی الاجابة: ان الرب لم یمنح موسی استعطافا؟ ان الرب القدیر قد أجاب عن الطلب الثانی لموسی عندما قال: «انظر سفر الخروج 32: 33(.
و ما هو الأوضح من هذا کله؟
و فضلا عن ذلک فاننا نحتاج لبرهان لرفض عقیدة الفداء؟ و فی کل صفحات الکتاب المقدس، و فی کل کلمات الرب القدیر نفسه، فاننا نقرأ أن عقیدة الفداء مرفوصة تماما و معترض علیها؛ ان معرفة موسی للعقاب لادانة شعبه کانت کریهة للرب، و کانت ثورة ضد مشاعره تجاه العدالة، و لهذا فان موسی کان راضیا أکثر من المسیح، و قدم نفسه للفداء لحمل ذنوب البشر، و رفض الرب طلبه بأن کل رجل یستطیع أن یدفع جزاء ذنبه بنفسه، و قبل الرب وساطته وصب نقمته علی شعبه.
و اذا کانت شعوب العالم مخلصة من خراب الذنوب، فعندئذ سوف یخبر الرب موسی فی مدة غیر معلومة أن تقدیم الفداء کان غیر مقبول و غیر لائق لأن ابنه (المولود الوحید) آل علی نفسه مهمة ضخمة لفداء ذنوب البشر لکل
الأجیال الماضی و الحاضر و المستقبل، و اذا رغب شعبه فی غفران الذنوب فسوف یؤمنون بابنه، لکن الرب القدیر لم یکن واسطة بین موسی أو أی نبی آخر، و العالم المستفید من اطلاعه سوف یجد أن ابنه یجب أن یعانی من العقاب لمصلحة کل البشر و یجب علیهم أن یؤمنوا به لکی ینجون أو یخلصون، و هذه العقیدة کشفت الموقف المجرد المزیف.
9- نقرأ فی سفر التثنیة (9: 18-19) أن موسی خاطب اسرائیل قائلا: «ثم سقطت أمام الرب کالأول أربعین نهارا و أربعین لیلة لا آکل خبزا و لا أشرب ماء من أجل کل خطایاکم التی أخطأتم بها بعملکم الشر أمام الرب لاغاظته.
لأنی فزعت من الغضب و الغیظ الذی سخطه الرب علیکم لیبیدکم فسمع الرب تلک المرة أیضا» (تث 9: 18-19(.
و تجد فی النص ههنا صنفین من البشر سوف ینجون من عقاب أفعالهم المخجلة بواسطة النبی العظیم، و لیس بواسطة فداء النوع الذی یبشر به المسیحیون.
10- فضلا عن الاقتباسات السابقة من الکتاب المقدس، و المعطاة هنا لاثبات الحقیقة أن کل شخص أو امرأة مسئول عن أعماله أو أعمالها، و لیس أی انسان قادر أن یتحمل عبء الآخرین:
(أ) انظر حزقیال (18: 20(.
(ب) انظر أرمیا)31: 30(.
(ج) التثنیة (24: 16(.
(د) انظر أخبار الأیام الثانی (25: 4(.
(هـ) انظر الملوک الثانی (14- 6(.
1) لم أعثر علی هذا النص فی العهد القدیم أو الجدید، والذی أتی به المؤلف، و هذا للعلم.)المترجم(.