سجل التاریخ فی صورة واضحة مآسی محاکم التفتیش، ما کانت تقوم به من: إحراق بالنار.
ورمی فی الزیت المغلی
وإخراج للأظافر
و تقطیع لأجراء الجسم قطعة قطعة.
و سجل الأثر الأخلاقی الذی غمر الإنسانیة فی أوربا من جراء هذه المحاکم، فقد عم الریاء و النفاق خوفا علی الأموال و الأرواح، و انتشر الکذب و المداهنة بصورة لا مثیل لها و وقر فی أذهان الناس ان العدالة خرافة من الخرافات، و أسطورة من الأساطیر ذلک أن شعار محاکم التفتیش کان: سماع الاتهام و عدم الإصغاء إلی الدفاع.
وحدثنا التاریخ أن نفوذ محاکم التفتیش تخطی أوربا و عبر البحر و تغلغل مع الفاتحین الأسبان فی ربوع أمریکا لأول عهدها بالغز و کانت الفظائع التی ارتکبت هناک سواء من الفاتحین أو من رجال الدین ضر الهنود الحمر لا تعد و لا تحصی.
و قد صور ذلک کله فی قصة خالدة سمیت فارس قشتالة و خرجت القصة فیلما سینمائیا صور مدی العلاقة الوطیدة بین التنکیل بالإنسانیة و المسیحیة الرابعة مسیحیة محاکم التفتیش و رجال الأکلیروس.
کما سجل التاریخ ذلک الصراع الدامی بین رجال الأکلیروس و رجال العلم التجربی بل والنظری فی أوربا…وما مأساة جالیلیو وأصدقانه بسر مستور…
فلما کانت النهضة و هی ثمرة اعتداء آثم علی الشرق العربی المسلم تنفس الأوربیون الصعداء لأنهم تحرروا من السیطرة المسیحیة علی عقولهم و حریاتهم و أجسامهم تحرروا ملوکا، و تحرروا أفردا وفقدت الکنیسة البابویة بیده النهضة کثیرا من غطرستها التی أذلت أوربا أحقابا من الزمن.
و کان المفروض فی عصر النهضة أن ترکل أوربا هذا الدین الذی أذلها و أخرها و أساء إلی شرفها و سمعتها…ولکنها راحت تحلل الدین و تفحص مصادره و تحقق و قائعه، و تعلل أسراره و کان ذلک باسم الإصلاح مرة ثالثة… و لم یکد یطلع القرن التاسع عشر حتی کان… مجال النقد قد اتسع وزاد الخزق علی الکنیسة لم تعرف کیف تسترد
سلطانها و لا تقاوم زحف فکر علماء أوربا حتی کان القرن العشرین فتطورت الدراسة و لم تکن الأبحاث التجریبیة التی قامت بها الکلیات المعملیة إلا وسیلة لیفضح العلماء زیف المسیحیة الرابعة: المسیحیة التی صنعتها أوربا فی مجامعها، و کانت الحصیلة الممتازة التی قدمها للعلم و للحق و للعقل المنصف جماعة من العلماء الذین ما زالوا مسیحین تذکر منهم
(ا) شارل جنی بیر.
رئیس قسم تاریخ الأدیان فی جامعة باریس
(ب) موریس بوی
(ح) مجموعة من علماء أوربا:
– فردریک جرانب
– جنتر کوفسکی
– رنیس إربک
– جون فتنون
– جورج برد فورد کیرد
– تشارلر هارولد
– ادولف هرنک
– ما کینون…الخ.