جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

المثل المثلث

زمان مطالعه: < 1 دقیقه

جاء بالنص علی لسان المسیح قوله:

»أنا الکرمة الحقیقیة، وأبی الکرام…… وأنتم الأعصان (1). وهو مثلث لأن التثلیث فی تشبیهه حقیقی. فالأول: له حیث شبه نفسه بالکرمة والمقصود بها هنا شجرة العنب، والثانی: للآب حیث أنه شبهه بصاحب الکرمة الذی یمتلکها ویتعهدها، والثالث: للتلامیذ إذ شبههم بالأغصان التی توجد فی شجرة الکرمة وتحمل الثمار والأوراق.

والکرمة وأغصانها و ما تحمل جنس واحد ونوع واحد بل إن هذه الکرمة تعد شجرة واحدة الذات. أما صاحبها ومالکها فالبون شاسع بینه وبین جنسها ولا وجه لمماثلة ذاته لخشبها وما تحمل، فهو إنسان وهی نبات.

وما یملکه الکرام فی کرمه من حریة التصرف لیس مثل الکرمة التی لاحریة ولا اختیار لها، فهو إن شاء أبقاها، وإن شاء اقتلعها أو أتلفها، وهی لاتملک أن تدفع عن نفسها وهذا شأنها وشأن أغصانها.

ولله در بلاغة النص الذی نطق بالمغایرة بین الله وخلقه فی هذا المثل البسیط الوجیز کما بین کرام وکرمه، والمسیح وتلامیذه مثلهم هذه الکرمة ولا یمانع العقل أن یکون للمالک کروم أخری غیرها، وحدائق بها أنواع أخری مثل النخلة. وهذه وتلک مملوکة للمالک الأوحد.

أما لو سرنا وراء قول مؤلف الإنجیل الرابع «الکلمة الله –صار جسدا وحل بیننا……….» فإننا نجدنا فی النهایة کأننا نقول: «فی البدء کان الکرمة، والکرمة کان عند الکرام، وکان الکرمة الکرام… والکرام صار کرمة وحل بیننا فی البستان وذقنا من عنبه………» ولا نخالنا نرتضی النطق بمثل ذلک.


1) [15: 1، 5].