جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

الرسول رحمة للعالمین

زمان مطالعه: < 1 دقیقه

قال الله تعالی: (و ما أرسلناک إلا رحمة للعالمین(، و أصح القولین أنه علی عمومه، و فیه علی هذا التقدیر و جهان:

أحدهما: أن عموم العالمین حصل لهم النفع برسالته:

1- أما أتباعه فنالوا بها کرامة الدنیا و الآخرة.

2- و أما أعداؤه المحاربون له، فالذین عجل قتلهم و موتهم خیر لهم من حیاتهم، لأن حیاتهم زیادة لهم فی تغلیظ العذاب علیهم فی الدار الآخرة، و هم قد کتب علیهم الشقاء فتعجیل موتهم خیر لهم من طول أعمارهم فی الکفر.

3- و أما المعاهدون له فعاشوا فی الدنیا تحت ظله و عهده و ذمته، و هم أقل شرا بذلک العهد من المحاربین له.

4- و أما المنافقون فحصل لهم بإظهار الإیمان به حقن دمائهم و أموالهم و أهلهم، واحترامها، و جریان أحکام المسلمین علیهم فی التوارث و غیرها.

5- و أما الأمم النائیة عنه فإن الله سبحانه رفع برسالته العذاب العام عن أهل الأرض فأصاب کل العالمین النفع برسالته.

الوجه الثانی: أنه رحمة لکل أحد، لکن المؤمنون قبلوا هذه الرحمة، فانتفعوا بها دنیا و أخری، و الکفار ردوها، فلم یخرج بذلک عن أن یکون رحمة لهم، لکن لم یقبلوها.