جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

الدیانة الصینیة

زمان مطالعه: 3 دقیقه

1 – کانت دیانة أهل الصین قدیما تقرر أن إله السماء أو عظیم السماء کائن عظیم یحب الخیر و یکره الشر، و یجازی الناس علی ما قدموا من عمل، و هو الإله غیر المنظور الرب العظیم و مالک الأکوان ذو الفضل غیر المتناهی، لیس له مکان أو زمان، موجود فی کل الوجود، أینما توجه الإنسان فهو معه، حاضر لایغیب، الإله الذی لایحابی، بل یجود بلطفه و رعایته علی الإنسان الفاضل، و یحب استعمال الرأفة و الرحمة، و أنه یعتنی بالأرض، و حضوره فیها دائم و إن کان غیر منظور، و قد سموه (تی سز) أو (تی ین) ثم تطورت التسمیة إلی شانج تی و بمرور الأیام و تداول الأعوام، تغیرت الأفکار فأضاعوا إلی هذا الإله الواحد کثیرا من مظاهر الطبیعة، کالشمس و القمر و الکواکب و النجوم و الأرض و ما علیها من جبال و تلال، و ما یجری فیها من بحار و أنهار، ثم تطورت معتقداتهم إلی وجود کائنات روحیة تسکن البیوت و أن تلک الأرواح لها قدرة علی النفع و الضرر فقدموا لها القرابین کما کانوا یعبدون أرواح أسلافهم و یقیمون الشعائر الدینیة لها، فخیم الجهل و تکاسل الناس و کسدت التجارة، و وقفت عجلة الحیاة و توقفت الأعمال العامة و الخاصة و بذلک تحول الإله العظیم الواحد إلی آلهة متعددة.

2 – ظهور کنفوشیوس: ولد سنة 551 قبل المیلاد فی مقاطعة (لو) من أعمال ولایة شاننتج، و لما شب عمل فی التدریس، و من وحی عمله نشأ عنده التفکیر و التأمل و خرج علی الناس بمذهبه الذی ضمنه تعالیمه و آراءه فاتبعه کثیرون من أهل الصین، و هو یعتبر أکبر حکماء الصین و مؤسس الدیانة الصینیة و أجمع الصینیون علی عبادته و تقدیس تعالیمه و حکمه.

مذهب کنفوشیوس:

دعا کونفوشیوس إلی أن یعرف کل إنسان ما علیه من واجبات و ما له من حقوق فی المجتمع و فرق بین العبادة و العمل، و جعل الإصلاح المجتمع أسسا منها:

(ا) إصلاح الفرد هو إصلاح الأسرة.

(ب) صلاح الأسرة هو صلاح للمجتمع.

(ج) دعا أهل الصین إلی العلم.

(د) نشر روح الفضیلة و التآخی..

(هـ) نشر الحب و الطهر و النقاء، و الصبر و العزة و الکرامة و التزود من المعرفة.

کتب کنفوشیوس:

أصبحت الکتب التی ترکها کنفوشیوس بعد موته و التی حررت بخط تلامیذه کتبا مقدسة فی الصین، لها من القداسة ما للکتب السماویة حتی اعتبرت فیما بعد دستورا للصین، و هذه الکتب ثلاثة هی الآتی بیانها:

1 – مختارات کنفوشیوس.

2 – تعالیم البالغین.

3 – الاعتدال.

عبادة الصینیین و صیرورتها إلی التثلیث:

لما کان أهل الصین یقدمون فی شعائرهم القرابین للإله الأعظم و أرواح أسلافهم و قوی الطبیعة المختلفة، لذلک أقاموا المعابد التی کانت تبنی علی شکل هیکل عظیم بداخله هیاکل ثلاثة ترمز إلی مذابح ثلاثة لکل معبود هیکل طبقا للآتی:

1 – مذبح الإله الأعظم:

و هو خاص بعظیم السماء، و هذا المذبح أقدم المذابح و أعظمها و أکبرها، لاتجد حوله أصناما دو تماثیل، لأنه مذبح الإله الأعظم، الإله غیر المنظور.

2 – مذبح الکواکب و الأفلاک السماویة و الأرض و ما فیها:

و مذبح الکواکب و الأفلاک السماویة و الأرض و ما فیها، تقدم فیه القرابین للشمس و القمر و الکواکب و النجوم و الأرض و التلال و الجبال والأنهار و ما إلی ذلک من قوی الطبیعة.

3 – مذبح الأرواح:

حیث کانوا یعتقدون أن أرواح آبائهم و أجدادهم و ملوکهم تهدیهم فی تلک الحیاة و تقف معهم وقت الشدة و الرخاء، فکانوا یقدمون القرابین لها فی ذلک المذبح، زیادة فی إرضائها و لیستهدوها فی أمورهم الحاضرة و المقبلة، و یطلبوا منها السعادة فی حیاتهم.

و یعزون إلی الفیلسوف الصینی المدعو (فوفی) أنه هو الذی ابتدع الثالوث الصینی بعد أن کانت العبادة قاصرة علی الإله الواحد العظیم إله السماء، أو عظیم السماء الإله غیر المنظور، و رسموا ذلک الثالوث الصینی بالعناصر الآتیة:

1 – تی ین: أو الإله المجهول غیر المنظور.

2 – تی سز: الشمس و الکواکب السیارة.

3 – تشانج: أرواح الآباء و الحکماء و الملوک.

و کان المذبحان الثانی و الثالث المخصصان لعبادة الأقنومین الأخیرین من التالوث تقام حولهما الأصنام و التماثیل التی ترمز إلی قوی الطبیعة، و الأصنام و التماثیل التی ترمز إلی صور الآباء و الحکماء و الملوک، و من ذلک الوقت أصبح الصینیون یعبدون الأصنام.

و من للصین انتقلت هذه المبادیء إلی الیابان حتی أصبحت العائلة المالکة فی الیابان من الآلهة و أعظم الآلهة الإمبراطور.