جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

الثالثوث

زمان مطالعه: 7 دقیقه

The Trinity

اذا کانت عقیدة الفداء (Atonoment) غیر کافیة لحیرة السذج من الناس من المسیحیین الطیبین.

و سوف تتحمل مجالس الکنیسة للبلاد السابقة فی العصر المسیحی عبء هذه السذاجة، لأن ایمان المسیحیین لا یکمل الا باضافة عقیدة محیرة و مربکة تعرف باسم التثلیث (Trinity(.

والتثلیث هو واحد من الأرکان الأساسیة التی یؤمن بها المسیحیون، و بدون الایمان بهذه العقیدة الهامة فإن مسیحیة المسیحی لا تکتمل، بل تکون ناقصة تماما مثل المنضدة ذات الثلاثة أرجل.

و فی منتصب القرن الثالث ظهر مذهب (The Sabe llians) و قد انشأته الکنیسة (1).

و هذه الطائفة لم تتقبل فکره ألوهیة المسیح- بخصوصه کرجل- لکن هذه الطائفة تؤمن أن القوه العلیا آتیة من الله الآب المتحد بنفسه مع یسوع الانسان الذی صنعه.

و هذه العقیدة القویة اهتم بها العالم (جیبون Gibbon) کمنفذ الی مذهب انکار التثلیث، و کانت سببا فی اضطرب خطیر فی الکنیسة المسیحیة، لتتقدم بتصریح من «أوریجین» فی وقت مبکر من القرن الرابع.

و هذه العقیدة- التثلیث- تتألف من ثلاثة أقانیم متمیزة فی الثالوث المسیحی Good hood.

و عقیدة التثلیث Tritheism، «أو الایمان بثلاثة آلهة» کانت تحویرا من الوثنیة القدیمة، و هی موافقة لشخصیة الذین تبنوا مصطلح دستور الایمان المسیحی.

والاشراک polytheism، أو (الاعتقاد بتعدد الآلهة) کان ملقنا من طبیعتهم، و التثلیث کان متضمنا ما بین تعالیم یسوع teachings of gesos والعبادة القدیمة لعدد من الآلهة.

و بما أن الوقت قد فات فقد أصبح القول بثلاثة آلهة فی واحد متشربا من عقیدة التثلیث.

و لم یستطع المسیحیون الادعاء أن الثالوث کان عقیدة مسیحیة مقصورة علیهم؛ لأنها من عمل الرب لتابعی یسوع بمفرده.

و اننا نجد هذه العقیدة فی مصر القدیمة، الآب والابن و الروح القدس کانوا کالآتی: أوزوریس osiris، ایزیس isis و حورس horus الذین عبدهم المصریون القدماء منذ وقت طویل و قبل مجیء الدیانه المسیحیة.

و لم یکن سرأ بالمثل فی الدیانة الفارسیة القدیمة کون میثرا Mithra (2) و هو اله الشمس أو النور عند الفرس.

الأقنوم فی الثالوث

و نجد هذا الثالوث أیضا فی الدیانة الهندوسیة فی الهند، أما الثلاثة أقانیم الذین یمثلون الثالوث الهندی فهم براهما brahma، وفشنو vishnu، وسیفا siva.

و کل من الدیانة الهندوسیة و الفارسیة فی سالف العصر کانتا کالدیانة المسیحیة هذه الأیام، یؤمنون بالاله المخلص saviour- god، الذی یموت لیخلص مؤمنیه من خطایاهم.

والشخص الذی بدأ الزعم بالثالوث المسیحی و التجسد کان القدیس (باسیل 279- 329((3).

و أول من وظف کلمة التثلیث و الثالوث هو «ثیوفیلوس» أسقف أنطاکیة (4).

و کلمة التثلیث تعنی مجموعة، أو توحدا أو اتحاد ثلاثة أشخاص individuals ذاتیة، أو حالة لثلاثة أفراد، و فی لغات المسیحیة المتعددة فان الثالوث یعنی اتحاد ثلاثة أشخاص للألوهیة، الاله الآب، الاله الابن، الاله الروح القدس، و هؤلاء الثلاثة کانوا أقانیم متمایزة و لکنهم لیسوا واحدا.

و فی الطبیعة أو العنصر فان کل الثلاثة تکون واحد و هؤلاء الثلاثة متساوون فی اتحاد المادة و الجوهر

و هکذا کانو، الأنهم قد خلقوا من نفس المادة (5).

و الواحد کان فی کل ثلاثة، و الثلاثة کانوا فی الواحد (6).

و اننی لا أفهم هذا المنطق، و أنت أیها القاریء اعتقد أنک لا تستطیع أن تفهمه أیضا، بل إن اصدقاءنا المسیحیین أنفسهم لم یفهموا هذا المنطق، و لکنهم أصروا علی ذلک بقولهم: «إذا کنت معتقدا و مصدقا فی الثالوث القدس فسوف تکون مخلصأ«.

و التثلیث هو سر مقدس و إنه سر الأسرار H,s Mystery of mysteries

و اذا حیرتک عقیدة الفداء أو الکفارة فإن الذی یزعجک أکثر هو عقیدة التثلیث trinity.

و حاول بنشاط واجتهاد و ضمیر حی، و بعناء شدید- اذا استطعت- أن تحل هذا اللغز الریاضی ببساطة.

و کل جداول الضرب multipli cation tables التی تعلمناها فی المدرسة تثبت و تبرهن أنها عدیمة النفع usless عند ما تعمل علی تفسیر الثالوث.

و لکن فی کل القواعد الریاضیة فإن ثلاثة أرقام (-) واحد تساوی ثلاثة، هکذا: (3 × 1=3(.

و لکن فی علم الریاضیات المسیحی فان ثلاثة أرقام – واحد تساوی واحد هکذا (3 × 1=1(.

و بالطبع لن تستطیع أن تفسر ذلک اللغز الریاضی… لماذا؟

لأنه لغز!!

و قد أخبرنا بواسطة القساوسة ألا نستعمل الأسباب فی محاولة لفهم هذه العقائد لأنها نابعة من الکنیسة، فهل کان لحادثة الصلب أهمیة؟

و ایماننا بهذه العقائد یجعلنا جهلاء غیر متفهمین کلیة، و کل هذه الأسئلة معتقد فیها ولو بسلامة النیة لتفهم المسیحیة، و الحکم علیهم بأزلیة عذاب جهنم.

و اذا کنت أنا غیر متفهم لهذه العقیدة فلیس لهذا أهمیة، و کذلک أنت عزیزی القاری ء اذا لم تکن متفهما أیضا فانه لن یکون لهذا أهمیة؛ لأنک سوف تکون رجلا علمانیا layman أی لیس من رجال الدین المسیحی.

و لکن ماذا بشأن المتضلعین فی العلم من أساتذه اللاهوت المسیحیین، الذین کان ینبغی علیهم أن یعرفوا أفضل من هذا بدون زخرفة الکلمات، و بدون اخفاقهم الشامل لفهمهم للغز الثالوث المقدس الغامض.

هب أن شخصا سلیم القوی العقلیة قد أخبر شخصا آخر أن هناک شیئا مخفیا للواقع و هو شیء مرعب و لا یقبله العقل ill ogical و هذا الشیء لا یصح ذکره، و هو مدعاة للسخریة بشأن عقیدة التثلیث.

ولو أن هؤلاء هم الذین أقروا واعترفوا بفهم عقیدة التثلیث و بشروا بها، فهل أنت عزیزی القاریء فهمت کل هذا؟

فکیف استطاعوا هم- أی المسیحیین- أن یفهموها دوما، و لأجل هذا لم یکونوا معلنین عن عقیدتهم هذه نظریا.

و من العقلاء اللاهوتیین المسیحیین اثناسیوس العظیم (7).

و کان لدیه اعتراف أنه فی أی وقت مرغم علی اجابة أی تساؤل خاص بالثالوث.

إن مجهوده الشاق عدیم النفع قد ارتد علیهم بأنفسهم، و قد کتب الکثیر من الرسائل و کان واضحا فی تفکیره (8).

والاقتباس الوحید لعقیدة التثلیث فی الکتاب المقدس- نجده واضحا جلیا فی رسالة یوحنا الأولی (5- 7(.

»فان الذین یشهدون فی السماء هم ثلاثة الآب و الکلمة و الروح القدس و هؤلاء الثلاثة هم واحد» (ایو 5: 7(.

و هذا الاقتباس السابق لم یوجد فی أیة مخطوطة یونانیة قدیمة؛ لأن عقیدة التثلیث لم تکن جزءأ من تعالیم الکنیسة الی أن ألفت هذه العقیدة، و دخلت المسیحیة خلال مجمع نیقیة.

و من ثم فقد حذف هذا النص تماما من النسخة القیاسیة المنقحة و المعروفه بـ R.S.V 1881.

و فی النسخة القیاسیة المنقحة للعهد الجدید لم یوجد أی اقتباس لعقیدة التثلیث، و الکنیسة لم یکن لدیها أیة سلطة ولو صغیرة للادعاء أن یسوع جزء من الرب، و هم قالوا بذلک أیضا أنه متحد بالروح القدس مکملا الها واحدا.

و زعماء الکنیسة الأذکیاء الیوم یعرفون ذلک، لکن علی الرغم من هذه الحقیقة فانهم لم یکن لدیهم برهان دقیق لاثبات دقیق لاثبات الوعظ و التبشیر بهذه العقیدة، و هم یداومون الأحد تلو الأحد لخداع عوام الناس وجعلهم یفکرون أنهم فی سلطة الهیة بهذا التصریح.

و اذا کان شیوخ الکنیسة قد استمسکوا بأیة وجهة لادراک الحقیقة فانهم سوف یعرفون معرفة کاملة بهذه العقیدة الأساسیة للمسیحیة التی کل أسلوب ترکیبها کان خرافة superstation، و علی الرغم من هذا لم یکن لدیهم عذر مقبول. وینبغی علیهم معرفة أن عقیدة التثلیث هی اعتقاد قدیم و أن المتتبع لها یجد أنها منذ آلاف السنین جاءت من الظلام و الماضی المبهم.

وبالنسبة للعقل المنطقی، فان عقیدة التثلیث کانت اهانة وسبا للرب، و انها نوع من الکفر blaspheny و أن الرب لن یغفره ابدا.

و عقیدة التثلیث کانت بقیة من الآثار القدیمة الوثنیة فی العصور السحیقة.

و یسوع المسیح کان یکرر (یبشر) بالتوحید الصافی غیر المزیف unadulterate.

و أن بساطة یسوع و دینه الذی کان یبشر به أصبحا ملوثین بواسطة تابعیه الذین ضموا أعدادا کبیرة من الرومان و الیونانیین و المصریین و أساطیر وثنیة أخری.

و فی أسطر من الکتاب المقدس سوف نقرأ کیف أکد یسوع بشدة علی الوحدانیة، وحدانیة الله (Qneness) و بالطبع فان وحدانیة الله کانت معتقدا بسیطا جدا لآباء الکنیسة الأولین الذین قرروا دستور الایمان المسیحی. فی نیقیة بواسطته قد جزأوا الواحد الی ثلاثة (9).

و هکذا فان هذه القضایا المعقدة المشوشة لکل انسان أزعجت و بلبلت أجیال بعد أجیال للمسیحیین و الروح القدس الذی کان حلقة الوصل (connecting link) کان الأقنوم الثالث فی الثالوث المقدس.

فلماذا بالضبط کانت وظیفته؟

و اذا کان الرب یسوع و الروح القدس واحدا مع أنهم ثلاثة، فما هی وظیفة function الأخیر عندئذ والاثنین الآخرین؟

و هؤلاء الثلاثة الکائنون معینون لأنفسهم بالتکلیف بعمل مختلف، و هم یعملون مثلهم اجمالا کواحد أو کالثلاثة کل علی حدة، کل أقنوم منهم فی منطقته الخاصة، و اننی خائف أن هذه الأسئلة لن توجد لها اجابات وینبغی علیهم أن یستمر السر الی الأبد.


1) قال prichard: «لا تخلو کافة الأبحاث الدینیة المأخوذة عن مصادر شرقیة من ذکر أحد أنواع التثلیث، أو التوالد الثلاثی (آی الآب و الابن و الروح القدس«.(انظر خرافات المصریین الوثنیین)و یقول العالم (دوان doane) فی کتابه bible mythe and their paralle religions، أو (خرافات التوراة و الانجیل و ما یماثلها فی الأدیان الأخری(: «اذا أرجعنا البصر نحو الهند نری أن أعظم و أشهر عباداتهم اللاهوتیة هو التثلیث، أی القول بأن الاله ذو ثلاثة أقانیم، و یدعون هذا التثلیث بلغتهم: «تری مورت» و هی جملة مرکبة من کلمة سنسکریتیة أما (تری) فمعناها ثلاثة، و (مورتی) معناها هیئات أو أقانیم (المترجم(.

2) میثرا: اله النور حامی الحقیقه و عدو قوی الظلام عند الفرس.

3) القدیس باسیل st=basil أحد الرهبان الکهنة و لم یتبعه أحد من اتباعه آنذاک.

4) Theophilus ثیو فیلوس الأنطاکی (169- 185) أسقف أنطاکیة، نشأ فی بیئة یونانیة بالقرب من الفرات واهتم باللغة العبریة، و کان واسع الاطلاع فهو یعرف شعر هومیروس و کان یحب التاریخ واستعان به کثیرا و لا نراه کثیر الاهتمام بالعلوم الزمنیة فهو یسخر ممن یبحث فی شکل الارض و یقول أن العقل البشری لا یمکنه أن یعلم ما اذا کانت الأرض کرویة الشکل أو مکعبة و لا یجوز القول بأن ثیوفیلوس هو أول من جاهر بالثالثوث.انظر: کنیسة مدینة الله أنطاکیة العظمی لاسدرستم ج 1.(المترجم(.

5) یقول العلامة دووان فی کتابه الشیق (خرافات التوراة و الانجیل و ما یماثلها فی الأدیان الأخری(.کان قسیسو هیکل ممفیس بمصر یعبرون عن الثالوث المقدس للمبتدئین فی تعلم الدین بقولهم: ان الأول خلق الثانی و الثانی مع الأول خلقا الثالث و بذلک تم الثالوث المقدس.

6) وردت هذه الجزئیة فی رسالة یوحنا الأول 5: 7 فی العهد الجدید هکذا: «فإن الذین یشهدون (فی السماء) هم ثلاثة (الآب و الکلمة و الروح القدس) و هؤلاء الثلاثة هم واحدا«.و سوف نسرد سردا و ثائقیا مفعما بالدلائل أنها شرح أقحم الی النص من الناسخ و سوف نورد نصوص و طبعات الأناجیل لیقف القاریء علیها:أ- کان النص الماضی من نسخه البروتستانت 1989.ب- نسخة العهد الجدید (للکاثولیک) 1986 جاء فی التعلیق علی هذه العبارة: «لم یرد ذلک الأصول الیونانیة المعول علیها، و الأرجح أنه شرح أدخل الی المتن فی بعض النسخ«.جـ- the new scofield study bible والذی حرره و وضح حواشیه و تعلیقاته ثمانیة من أکبر و أرفع علماء اللاهوت عالمیا، جاء فی التعلیق علی هذه الفقرة inserted. jtis generauy agteed that this verse has no ms authoirty and has been 7- 5.و معناها: «أجمع العلماء أن هذه الآیة غالبا لم ترد فی المخطوطة الیونانیة الاصلیة بحجة أنها أقحمت فی النص الأصلی«.د- الترجمة الیونانیة الانجلیزیة المنقحة السماه R.S.V جاء النص کالآتی:And the spirit is the witness, because the spirit is the Truth و هکذا فأمامک القلیل من عشرات النسخ العربیة و الانجلیزیة و الیونانیة، کل نسخة تخالف الثانیة لتعرف إنک تنتمی الی أعظم دین علی الأرض (الاسلام(. (المترجم(.

7) ولد اثناسیوس الرسولی بالاسکندریة عام 296 م من والدین مصریین، والتحق فی شبابه بالمدرسة اللاهوتیة، واحتضنه البابا «الکسندروس» واعتنی بتهذیبه و تثقیفه فنال حظا وافرا من العلوم اللاهوتیة، و کتب رسالة ضد الوثنیین و هو فی الثانیة و العشرین من عمره فرسمه الباب شماسا ثم رئیسا لشمامسة الکرسی البطریرکی و اتخذه مساعدا له، و فی عام 325 أخذه معه الی مجمع نیقیة فلعب فیه دورا هاما و أظهر قدرا عظیما من الفصاحة و قوة العارضة فی دحض آراء آریوس، و قد توفی و هو فی السابعة و السبعین من عمره عام 373 م.للتوسع انظر کل من:1- موسوعة تاریخ الاقباط، زکی شنودة، ج 1، ص 134.2- موسوعة اسدرسة کنیسة مدینة الله أنطاکیة العظمی، ج 1.3- تاریخ الکنیسة- یوسابیوس القیصری (المترجم(.

8) Decline snd fall of the romon empire by- edward gibbon.

9) فی نیقیة سنة 325 م عقد النصاری المجمع المسکونی العالمی الأول و أصدروا قانون الایمان العالم و نصه هکذا. بروایة الأرثوذکسی: (تؤمن بالله واحد الآب، ضابط الکل، خالق السماء و الأرض ما یری و مالا یری و تؤمن برب واحد یسوع المسیح ابن الله الوحید المولود من الآب قبل کل الدهور، نور من نور، اله حق من اله حق، مولود غیر مخلوق، مساو للآب فی الجوهر الذی به کان کل شیء، الذی من أجلنا نحن البشر و من أجل خلاصنا نزل من السماء و تجسد من الروح القدس و من مریم العذراء و تأنس و صلب عنا علی عهد بیلاطس البنطی، و تألم و قبر و قام من الأموات فی الیوم الثالث کما فی الکتب و صعد الی السماء و جلس عن یمین أبیه، و أیضأ یأتی فی مجده لیدین الأحیاء و الأموات الذی لیس لملکه انقضاء(.انظر: خلاصة الاصول الایمانیة فی معتقدات الکنیسة القبطیة الأرثوذکسیة، حبیب جرجس. (المترجم(.