جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

البشری الرابعة والخمسون

زمان مطالعه: 2 دقیقه

قال حبقوق. و سمی محمدا رسول الله مرتین فی نبوته: (1) «إن الله جاء من التیمان، والقدوس من جبل فاران. لقد أضاءت السماء من بهاء محمد (2)، وامتلأت الأرض من حمده، شعاع منظره مثل النور، یحوط بلاده بعزة، تسیر المنایا أمامه، و تصحب سباع الطیر أجناده. قام فمسح الأرض. فتضعضعت له الجبال القدیمة، وانخفضت الروابی، و تزعزعت ستور أهل مدین. و لقد حاز المساعی القدیمة«.

ثم قال: «زجرک فی الأنهار واحتدام أصواتک فی البحار، رکبت الخیول، و علوت مراکب الإنقاذ، و ستترع فی قسیک إغراقا و ترعا، و ترتوی السهام بأمرک یا محمد ارتواء، و لقد رأتک الجبال فارتاعت، وانحرف عنک شؤبوب السیل، و نعرت المهاوی نعیرا و رعبا، و رفعت أیدیها وجلا و خوفا، و سارت العساکر فی بریق سهامک و لمعان نیازکک. تدوخ الأرض غضبا و تدوس الأمم زجرا؛ لأنک ظهرت بخلاص أمتک، و إنقاذ تراث آبائک«.

اعلم: أنه من رام صرف نبوءة حبقوق هذه عن محمد صلی الله علیه و آله و سلم فقد رام ستر النهار و حبس الأنهار. و أنی یقدر علی ذلک و قد سماه باسمه مرتین و أخبوه بقوة أمته و سیر المنایا أمامهم واتباع جوارح الطیر آثارهم. و هذه النبوة لا تلیق إلا بمحد و لا تصلح إلا له و لا تنزل إلا علیه. فمن حاول صرفها عنه، فقد حاول ممتنعا.


1) حبقوق 3: 3 +.

2) النص: «الله جاء من تیمان، والقدوس من جبل فاران» یرید أن یقول: إن النبی المنتظر سیأتی إلی فلسطین من جهة الجنوب، جهة الیمن. و هذا النبی مولده جبل فاران «جلاله غطی السموات» الضمیر یعود إلی محمد، الموصوف بالقدوس. والمعنی کثرة جیشه تدل علی مجده. و من عادة المؤلف ترجمة الصفة بالاسم کما سبق أن بینا. و هو هنا یترجم القدوس بمحمد و فی النص «خرجت لخلاص شعبک، لخلاص مسیحک» والمسیح بلسانهم هو محمد. و لذلک ترجم المؤلف المسیح بمحمد فقال: «و ترتوی السهام بأمرک یا محمد ارتواء«.