قال إشعیاء و تنبأ علی الکعبة والرکن الأسود: «هکذا یقول الرب: هأنذا ناصب للأمم علما ورایة، و هی أنهم یأتونک بأبنائهم و بناتهم علی أیدیهم و أکتافهم و تکون الملوک ظؤورتک و عقائل نسائهم مرضعاتک و یخبرون علی وجوههم سجدا لک و یلحسون تراب أقدامک. فتعلمین حینئذ أنی أنا الرب الذی لا یخزی الراجون لدی» (1).
الظؤورة جمع ظئر و هی: الدایة والمزینة والمرضعة، یشیر إلی ما سیقوم به الملوک و نساء الملوک من خدمة المسجد الحرام و تحلیة الکعبة و تزیینها بالدیباج والذهب والفضة و تغلیفها بالمسک و غسلها بالماورد، المفتوق فیه الطیب الفاخر، و تذللهم حولها و خضوعهم لأهلها و تطوافهم حولها و تقبیلهم حجرها، حفاة الأقدام حسر الرءوس مبتذلین متواضعین. فأی بیان أبین من هذا البیان لمن نور الله قلبه و جوهر لبه، و أراد به الخیر و حماه من الهوی؟
1) إشعیاء 49: 22 + و هو تکملة لنص البشارة السابقة والبشارة 21.