قال حزقیال النبی متنبئا علی هذه الأمة العربیة المحمدیة: «إن کرمة أخرجت ثمارها و أغصانها، فأشرفت علی أغصان الأکابر والسادات، وارتفعت و بسقت أفنانها، فلم تلبث تلک الکرمة أن قلعت بالسخط، و رمی بها علی الأرض فأحرقت السماء ثمارها و تفرقت قواها و یبس عصی عزها، و أتت علیها النار فأکلتها، فعند ذلک غرس غرس فی البدو و فی الأرض المهملة المعطلة العطشی و خرجت من أغصانه نار فأکلت تلک حتی لم یوجد فیها عصا قویة و لا قضیب ینهض بأمر السلطان» (1).
یرید بالغرس الأول: ملل النصاری والیهود و سائر الطوائف. و کیف سخط الله علیهم و أباد جموعهم واجتثت أصولهم و فروعهم، و یرید بالغرس الجدید الذی غرسه فی البدو والأرض العطشی. هذه الأمة العربیة والشریعة المحمدیة واستیلائها علی ممالک من تقدم حتی لم یدع لهم عزا و لا سلطانا إلا احتوت علیه و أکلته. و هذه نبوءة واضحة و بشارة صادقة.
1) حزقیال 19: 1 +.