یفهم من الأناجیل الثلاثة أن المدة التی قام المسیح فیها بنشر دعوته کانت مرکزة فی منطقة الجلیل معظم الوقت.
ویفهم من الرابع خلاف ذلک أنه قضی معظم المدة فی الیهودیة.
وهذا التناقض أیضا مشهور کسابقه.
قال القس چورچ أبلتون:
»عندما نحاول أن نقابل الإنجیل الرابع مع الإنجیل الثلاثة الأخری نجد فارقا عظیما بینهما.
فإذا ما اقتصرنا علی الثلاثة الأناجیل الأولی فإن خدمة المسیح لا تتجاوز السنة ویکون معظمها فی الجلیل.
بید أنا فی هذا الإنجیل نجد ذکرا لثلاثة اعیاد من الفصح- وأشار إلی النصوص التی نقلناها فی الاختلاف السابق- وهکذا تکون خدمة المسیح قد استغرقت ثلاث سنوات، ومعظمها قد صرف فی الیهودیة» (1).
ویقول موریس بوکای:
»هناک اختلافات علی جانب کبیر من الأهمیة بین إنجیل یوحنا والأناجیل الأخری، ومنها اختلاف خاص بالفترة الزمنیة لبعثة المسیح.
إذ یحددها مرقص ومتی ولوقا بعام واحد. أما بالنسبة لیوحنا فهی تمتد إلی أکثر من عامین. ویشیر کولمان إلی هذا الأمر.
وأما الترجمة المسکونیة فهی تصرح عن هذا الموضوع بما یلی:
علی حین تحدثنا الأناجیل الثلاثة المتوافقة عن فترة طویلة بالجلیل تتبعها مسیرة نحو الناصره تمتد قلیلا أو قد تقصر ثم یلیها أخیر المکوث فترة قصیرة بالقدس فإن یوحنا علی العکس، یسرد انتقالات عدة للمسیح من منطقة إلی أخری ویتحدث عن
مکوثه فترة طویلة بأرض الناصرة وبالقدس علی وجه خاص (2). ویشیر إلی احتفالات فصحیة متعدده- وأشار إلی النصوص التی نقلناها فی الاختلاف الأول الزمنی- وهو بهذا یوحی بأن بعثة المسیح قد دامت أکثر من عامین……. (3) أهـ.
1) چورچ أبلتون: شهادة أنجیل یوحنا. ترجمة إبراهیم مطر [ص 11].
2) أشار إلی نصوص من إنجیل یوحنا وهی: [1: 19، 2: 13 إلی 3: 36، 5: 1].
3) موریس بوکای: دراسة الکتب المقدسة فی ضوء المعارف الحدیثة [ص 92].