لم یکن الصلب فی الکفر الأغریقی إلا فضیحة فلیس هناک مبرر عند الیونان لتقبل الصلب إلا أنه فضیحة- و أعمل بولس- الحواری- ذکاءه لحل هذه المشکلة.
فتجاهل فکرة عیسی الناصری تلک التی أعجب بها الحواریون الأثنا عشر و اتجه نحو عیسی المصلوب فصوره علی أنه شخصیة إلهیة تسبق العالم فی الوجود- و تمثل نوعا من التشخیص لروح الله فتصورة رجلا سماویا احتفظ به الله إلی جانبه أمدا طویلا حتی نزل إلی الأرض لینشیء فیها حقا بشریة جنیدة یکون هو (آدمها(.
ثم أدعی بولس أن العلاقة بین هذا الرجل و بین الله هی علاقة النبوة و أن الله أرسله لتنفیذ خطة الله الکبری المتعلقة ببعث الإنسانیة و خلاصها و اذن فصلب یسوع کان تکفیرا عن آثام البشریه لأن بنی الإنسان لم یستطیعوا حمل ثقل خطایاهم فحمل یسوع عنهم آتامهم بعذابه و موته و بالتالی یجب علی البشر أن یتوحدوا فیه حتی یشارکوا فی فضله و یجدوا الرحمة یوم القیامة.
و هکذا صیر بولس الفضیحة الکبری للصلب سرا أعظم. و لهذا فإنک لاتجد کلمة ابن الله ترد إلا مرة واحدة فی أعمال الرسل
فی الأصحاح التاسع الفقرة العشرون: و جاءت علی لسان بولس نفسه یقول النص:
وللوقت جعل یکرز فی المجامع بالمسیح أن هذا هو ابن الله.
و الفقرة التالیة بعد هذا النص تصور عدم تصدیق الناس لبولس و تؤکد أنه الذی کان یعمل جاسوسا لحساب أعداء یسوع و الحواریون
